حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ قَالَ أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ
عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ الشَّعْبِيِّ رضى الله تعالى عنهم أجمعين
عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ رضى الله تعالى عنه قَالَ
( قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ هَلْ عِنْدَكُمْ كِتَابٌ قَالَ لَا إِلَّا
كِتَاب اللَّهِ أَوْ فَهْمٌ أُعْطِيَهُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ أَوْ مَا فِي هَذِهِ
الصَّحِيفَةِ قَالَ قُلْتُ فَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ قَالَ الْعَقْلُ
وَفَكَاكُ الْأَسِيرِ وَلَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ )
قوله: ( حدثنا ابن سلام )
كذا للأصيلي، واسمه محمد، وقد صرح به أبو داود وغيره.
و الثوري، لأن وكيعا مشهور بالرواية عنه.
وقال أبو مسعود الدمشقي في الأطراف.
قلت: لو كان ابن عيينة لنسبه لأن القاعدة في كل من روى عن متفقي
الاسم أن يحمل من أهمل نسبته على من يكون له به خصوصية من إكثار
ونحوه كما قدمناه قبل هذا، وهكذا نقول هنا لأن وكيعا قليل الرواية
عن ابن عيينة بخلاف الثوري.
هو بفتح الطاء المهملة وكسر الراء ابن طريف بطاء مهملة أيضا.
وللمصنف في الديات سمعت الشعبي.
قوله: ( عن أبي جحيفة )
هو وهب السوائي، وقد صرح بذلك الإسماعيلي في روايته،
وللمصنف في الديات: سمعت أبا جحيفة.والإسناد كله كوفيون إلا شيخ
البخاري وقد دخل الكوفة، وهو من رواية صحابي عن صحابي.
هو ابن أبي طالب رضي الله عنه.
الخطاب لعلي، والجمع إما لإرادته مع بقية أهل البيت أو للتعظيم.
أي مكتوب أخذتموه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أوحي إليه،
ويدل على ذلك رواية المصنف في الجهاد: " هل عندكم شيء من الوحي
إلا ما في كتاب الله " وله في الديات " هل عندكم شيء مما ليس في
القرآن " وفي مسند إسحاق بن راهويه عن جرير عن مطرف: "
هل علمت شيئا من الوحي " وإنما سأله أبو جحيفة عن ذلك لأن جماعة
من الشيعة كانوا يزعمون أن عند أهل البيت - لا سيما عليا – أشياء
من الوحي خصهم النبي صلى الله عليه وسلم بها لم يطلع غيرهم عليها.
وقد سأل عليا عن هذه المسألة أيضا قيس بن عباد - وهو بضم المهملة
وتخفيف الموحدة - والأشتر النخعي وحديثهما في مسند النسائي.
زاد المصنف في الجهاد " لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة".
قوله: ( إلا كتاب الله )
وقال ابن المنير: فيه دليل على أنه كان عنده أشياء مكتوبة من الفقه
المستنبط من كتاب الله، وهي المراد بقوله: أو فهم أعطيه رجل
" لأنه ذكر بالرفع، فلو كان الاستثناء من غير الجنس لكان منصوبا.
كذا قال، والظاهر أن الاستثناء فيه منقطع، والمراد بذكر الفهم إثبات
إمكان الزيادة على ما في الكتاب.
أي الورقة المكتوبة.وللنسائي من طريق الأشتر " فأخرج كتابا
أي الدية، وإنما سميت به لأنهم كانوا يعطون فيها الإبل
ويربطونها بفناء دار المقتول بالعقال وهو الحبل.
ووقع في رواية ابن ماجه بدل العقل " الديات " والمراد
أحكامها ومقاديرها وأصنافها.
وقال الفراء الفتح أفصح، والمعنى أن فيها حكم تخليص الأسير
من يد العدو والترغيب في ذلك.
بضم اللام، وللكشميهني: " وأن لا يقتل " بفتح اللام، وعطفت الجملة
على المفرد لأن التقدير فيها أي الصحيفة حكم العقل وحكم تحريم قتل