فلو تأملنا إحصائيات الأمم المتحدة نلاحظ أن معظم نسب الانتحار يكون
بمسدس أو سكين، وهو ما أشار إليه الحديث بكلمة
السبب الثاني هو تجرع سم أو استنشاق غاز أو أخذ حبوب مخدرة،
أي طريقة كيميائية وهو ما أشار إليه الحديث بقوله:
والسبب الثالث هو القفز من على جسر أو من أعلى بناء أي أن يرمي
نفسه من مكان مرتفع وهو ما أشار إليه الحديث بقوله
انظروا كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يغفل عن مثل
هذه الظاهرة فوضع العلاج المناسب والقوي لها مسبقاً!!
تؤكد هذه الدراسة العلمية أن أعلى نسبة للانتحار كانت بين الملحدين،
ثم البوذيين ثم المسيحيين ثم الهندوس وأخيراً المسلمين الذين كانت نسبة
الانتحار بينهم تقترب من الصفر. انظروا معي إلى العمود الذي يمثل نسبة
الانتحار لدى الملحدين وهو أعلى نسبة لديهم، وتأملوا معي العمود الذي
يمثل نسبة الانتحار بين المسلمين وهو أقل نسبة على الإطلاق
هل توحي لك هذه الحقيقة العلمية بشيء!!
خطوات علاج الانتحار كما يراها العلماء اليوم
تؤكد الدراسة على أن نسبة الانتحار زادت كثيراً في الخمسين سنة الماضية
ولا يخفى علينا أن هذه الزيادة ربما تكون بسبب زيادة نسبة الإلحاد
في الخمسين سنة الماضية. وأكدت دراسات أخرى على أن الدول التي تضع
قوانين صارمة تعاقب فيها من يحاول أن يقتل نفسه أو من يساعده على ذلك،
هذه الدول كانت نسبة الانتحار فيها أقل، أما الدول التي لا تضع قوانين
صارمة تعاقب من يحاول الانتحار مثل السويد والدانمرك بحجة
"حرية التعبير" فكانت تتمتع بأعلى نسبة انتحار.
من هنا تؤكد الدراسات على أنه من الضروري لعلاج ظاهرة الانتحار لابد
من التحذير منها ووضع عقوبة رادعة لها. إذاً هناك ثلاث خطوات تنصح
بها الدراسة لعلاج هذه الظاهرة التي تقول فيها الأمم المتحدة أن عام 2020
سيكون عدد المنتحرين مليون ونصف، وأن 15-30 مليون شخص
سيحاولون الانتحار في عام واحد فقط، أي بمعدل جريمة انتحار واحدة
كل 20 ثانية، وبمعدل محاولة انتحار كل ثانية أو ثانيتين!!
وهذا عدد ضخم جداً وغير مسبوق،
لذلك يؤكدون في علاجهم لهذه الظاهرة
على أهمية اتخاذ هذه الخطوات:
1- التحذير من الإقدام على مثل هذا العمل.
2- الاهتمام بمن لديهم ميول انتحارية ومحاولة إعطائهم شيئاً من الأمل
وعلاج اليأس لديهم، ومنحهم شيئاً من الرحمة والعطف.
3- وضع عقوبات صارمة لمن يحاول الانتحار
الخطوات العلاجية كما وضعها لقرآن
وسؤالي يا أحبتي: أليس هذا ما فعله القرآن عندما حذر من الانتحار
ووضع علاجاً وعقوبة صارمة له؟
{ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا *
وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا
وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا }
فقد وضع الله في هذه الآية الخطوات العلاجية
1- التحذير من الانتحار في قوله تعالى:
{ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ }
2- العلاج النفسي لليأس الذي يعاني منه المنتحر بنداء
مفعم بالرحمة الإلهية من خلال
{ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا }
3- وضع العقوبة الرادعة والصارمة جداً من خلال
{ فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا }
فسبحان الله، حتى هذه الظاهرة لم يغفل عنها القرآن، بل حذر منها
وأوجد العلاج المناسب لها والتحذير المناسب منها، وهذا ما ساهم
في تخفيف نسب الانتحار في الدول الإسلامية إلى الحد الأدنى،
وهذا الكلام لا أقوله أنا يا أحبتي بل يقولونه بأنفسهم.
يقول الدكتور جوس مانويل والباحثة أليساندرا
فليشمان في بحثهما وبالحرف الواحد:
"إن نسبة الانتحار في الدول الإسلامية (بخلاف كل الدول الأخرى) تكاد
تقترب من الصفر، وسبب ذلك أن الدين الإسلامي يحرم الانتحار بشدة".
بعد كل هذه الحقائق والبراهين يقولون إن القرآن من تأليف محمد
صلى الله عليه وسلم! ولكن من أين جاء محمد صلى الله عليه وسلم بهذه
المعلومات؟ من أخبره بخطورة هذه الظاهرة حتى يضع لها علاجاً بشكل
مسبق؟ هل وجد هذه المعلومات في الكتب السائدة في زمانه والتي لا نكاد
نجد للانتحار ذكراً فيها! إن الذي علمه يا أحبتي هو الذي أرسله
ليكون رحمة للعالمين وهو الذي خاطبه بقوله:
{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }