العفة فضلها و أسباب تعين عليها
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه...
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قديمًا قال بعض أعداء الأمة:
كأس وغانية يفعلان في تحطيم الأمة المحمدية أكثر مما يفعله
ألف مدفع؛ فأغرقوها في حبِّ المادة والشهوات.
وقد حذر نبي الرحمة من خطر فتنة النساء
( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء )
وقد كان علاج القرآن لهذه الفتنة أبدع العلاجات؛
وكان من الوسائل التي حفظ بها الشرع المسلمين أفرادًا ومجتمعات
من خطورة الفواحش،حثهم على العفة وترغيبهم في التحلي بها
العفة هي الكف عما لا يحل و عف عن المحارم والأطماع الدنية
والكف عن السؤال.فهي إذن خلق إيماني رفيع يعود على صاحبه
بالخير في الدنيا والآخرة.
* أثنى الله تعالى على أهل العفة وأخبر أنهم أهل الفلاح
{ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ *
وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ *
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ *
إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ }
* العفة خُلق الأنبياء عليهم السلام
وقد حدثنا القرآن الكريم كيف تجسدت معاني العفة في يوسف عليه السلام
حينما راودته امرأت العزيز..
* ومن الروائع ما قاله ابن القيم رحمه الله عن العفة:
"إن للعفة لذة أعظم من لذة قضاء الوطر،لكنها لذة يتقدمها ألم حبس
النفس، ثم تعقبها اللذة،أما قضاء الوطر فبالضد من ذلك".
فالمسلم يعف يده ورجله وعينه وأذنه وفرجه عن الحرام
المسلم يستر جسده، ويبتعد عن إظهار عوراته,
وعلى المسلمة أن تلتزم بالحجاب، لأن شيمتها العفة والوقار.
المسلم عفيف عن أموال غيره لا يأخذها بغير حق..,كما أن المسلم يتعفف
عن مال اليتيم إذا كان يرعاه ويقوم على شئونه
{ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ }
المسلم يعف نفسه ويمتنع عن وضع اللقمة الحرام في جوفه،
لأن كل لحم نبت من حرام فالنار أولى به كما جاء في الحديث.
المسلم يعف لسانه عن السب والشتم، فلا يقول إلا طيبًا،
( ليس المؤمن بالطَّعَّان ولا اللَّعَّان ولا الفاحش ولا البذيء )
المسلم يعف نفسه عن سؤال الناس إذا احتاج،فلا يتسول
( اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول وخير الصدقة
ما كان عن ظهر غِنًى، ومن يستعففْ يُعِفَّهُ الله،
ومن يستغنِ يُغْنِه الله )
1- وعد الله تبارك وتعالى أهل العفة والحافظين فروجهم
{ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
2- استظلال العبد العفيف بظل عرش الرحمان يوم القيامة.
قال النبي صلى الله عليه وسلم
( سبعة يظلهم الله في ظله ...". منهم:رجل دعته امرأة ذات منصب
وجمال،فقال: إني أخاف الله )
3- النجاة من الإصابة بالأمراض الخبيثة التي تلاحق أصحاب الشهوات.
4- العفة تحفظ المجتمع وتحميه.نعم؛ فإن من عفَّ عن المحارم عفَّ أهله
1- غض البصر..فإن إطلاق البصر إلى ما حرم الله
من أعظم أسباب الوقوع في الفواحش.
2- حرص المرأة المسلمة على الحجاب والتستر,فبالإضافة إلى كونه
صيانة لها فهو وسيلة من وسائل إشاعة العفة والفضيلة في المجتمع.
3- إن من أهم أسباب العفة الزواج،ولهذا حثَّ النبي شباب أمته
على المبادرة إليه وعدم التأخير.
4- استشعار مراقبة الله تعالى للعبد و سعة علمه و اطلاعه عليه.
أسأل الله العلي العظيم أن يطهر قلوبنا وأسماعنا وأبصارنا
ونسأله الهدى والتقى والعفاف والغنى...