الأخ الزميل / فــاخـر الكـيـالـي
إن الله جل شأنه قد خلق الإنسان في أحسن هيئة وأجمل صورة
}خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ{
}الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ{
وهو سبحانه جعل كل ما في هذا الكون ملائمًا لطبيعة الإنسان موافقًا
لتركيبته التي ركّب عليها، قادرًا على تلبية حاجته التي تتنوع
وتتشكل بحسب الزمان والمكان.إذاً هو يعيش في بيئة ومناخ ملائمين له،
}أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ
وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً {
ومن أهم مقومات هذه الحياة:
الغذاء الذي يحيا به الإنسان وينتفع منه بأوجه متعددة، فهو مصدر لطاقة
الجسم ونموه، وهو أيضًا مكافح لما يعتري الجسد من أمراض توهن
الجسم وتضعفه، كما ثبت بطريق الطب ومن خلال التجارب على مر الزمن
لبعض هذه الأطعمة خصائص تزيد في الزينة والجمال، وتساعد على إزالة
ما يعرض للجسم من عيوب تُذهب من هذه الزينة أو تخفيها.
وهذه الأغذية تدخل في صناعة الجمال من بابين:
أن تكون متخذة في الأساس للعلاج والاستشفاء، لكن صاحبه
ونشأ عنه استعمالات حسنة في إزالة بعض العيوب.
· استخدام العسل لإزالة الكلف والنمش الذي يعلو الوجه.
· استعمال الحبة السوداء للعلاج من مرض الثعلبة والبرص.
· استعمال الليمون في إزالة البقع المحيطة بالعيينين وأجزاء من الوجه
وهذا الباب لا مرية في حِلِّه مادام في الحدود التي أباحتها الشريعة، إذ أ
ن استخدامها في الحقيقة لا يَعْدُو أن يكون علاجًا واستشفاء
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
( إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء فتداووا
أن يكون استعمالها بهدف التجمل فقط دون أن يتعلق
هذا الاستعمال بشيء آخر. ومن أمثلة ذلك:
· استخدام الخيار لإزالة خشونة الجلد وتجاعيده.
· استعمال البقدونس المساعد على صفاء البشرة وبهاء الوجه.
· تنشيط الجلد وفتح مساماته عن طريق فاكهة الفراولة.
وهذا الباب داخل في عموم المنافع التي أباحها الله عز وجل
كما أفتت بذلك اللجنة الدائمة للإفتاء، ومما يبيِّن ذلك:
أولاً: أن الله تعالى شأنه قد خلق لنا كل ما في هذه الأرض، وجعله مسخرًا
لنا بكافة أشكال التسخير، إما منفعة ضرورية أو حاجية، أو تكميلية،
وإما متعة يستجم بها الإنسان ويجدد بها نشاطه وقوَّته على خيري الدنيا والآخرة.
ولا ريب في أن استعمال هذه الأطعمة المباحة في التجمل وطلب الزينة
منفعة من جملة هذه المنافع التي خلقها الله لنا
}هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ
فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {
}أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ
وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ
إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ {