عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11-30-2013, 07:44 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

قال الله تعالى‏:‏
{ ‏سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *
هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ
مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ
اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ
بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ * وَلَوْلَا أَنْ كَتَبَ
اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ *
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ
فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ * مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا
قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ‏ }‏
‏[‏الحشر‏:‏ 1-5‏]‏‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 4/ 88‏)‏
سبح سبحانه وتعالى نفسه الكريمة، وأخبر أنه يسبح له جميع مخلوقاته
العلوية والسفلية، وأنه العزيز وهو منيع الجناب، فلا ترام عظمته
وكبرياؤه، وأنه الحكيم في جميع ما خلق وجميع ما قدر وشرع،
فمن ذلك تقديره وتدبيره وتيسيره لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وعباده المؤمنين في ظفرهم بأعدائهم اليهود الذين شاقوا الله ورسوله،
وجانبوا رسوله وشرعه، وما كان من السبب المفضي لقتالهم كما تقدم،
حتى حاصرهم المؤيد بالرعب والرهب مسيرة شهر‏.‏
ومع هذا فأسرهم بالمحاصرة بجنوده ونفسه الشريفة ست ليال،
فذهب بهم الرعب كل مذهب، حتى صانعوا وصالحوا على حقن دمائهم
وأن يأخذوا من أموالهم ما استقلت به ركابهم، على أنهم لا يصحبون شيئاً
من السلاح إهانة لهم واحتقارا، فجعلوا يخربون بيوتهم بأيديهم
وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار‏.‏
ثم ذكر تعالى أنه لو لم يصبهم الجلاء‏:‏
وهو التسيير والنفي من جوار الرسول من المدينة لأصابهم
ما هو أشد منه من العذاب الدنيوي وهو القتل، مع ما ادخر لهم
في الآخرة من العذاب الأليم المقدر لهم‏.‏
ثم ذكر تعالى حكمة ما وقع من تحريق نخلهم، وترك ما بقي لهم،
وإن ذلك كله سائغ فقال‏:‏ ما قطعتم من لينة - وهو جيد الثمر –
أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله، إن الجميع قد أذن فيه
شرعاً وقدراً فلا حرج عليكم فيه، ولنعم ما رأيتم من ذلك، وليس
هو بفساد كما قاله شرار العباد إنما هو إظهار للقوة،
وإخزاء للكفرة الفجرة‏.‏
وقد روى البخاري ومسلم جميعاً، عن قتيبة، عن الليث، عن نافع، ع
ن ابن عمر‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرق نخل بني النضير،
وقطع وهي بالبويرة،
فأنزل الله‏:‏
} مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا
قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ‏ }‏
وعند البخاري، من طريق جويرية بن أسماء، عن نافع، عن ابن عمر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرق نخل بني النضير وقطع
وهي البويرة،
ولها يقول حسان بن ثابت‏:‏
وهان على سراة بني لؤي حريق بالبويـرةiiمستطيـر
‏(‏ج/ص‏:‏ 4/ 89‏)‏
فأجابه أبو سفيان بن الحارث يقول‏:‏
أدام الله ذلــك مــنiiصنـيـع وحرق في نواحيها السعير
ستعلـم أيـنـا منـهـاiiبسـتـر وتعلـم أي أرضينـاiiنضـيـر
قال ابن إسحاق‏:‏
وقال كعب بن مالك يذكر إجلاء بني النضير،
وقتل كعب بن الأشرف، فالله أعلم‏:‏
لقد خزيت بغدرتهـاiiالحبـور كذاك الدهر ذو صرفiiيـدور
وذلــك أنـهـم كـفـرواiiبــرب عظـيـم أمـــره أمـــرiiكـبـيـر
وقد أوتوا معاً فهمـاًiiوعلمـاً وجـاءهـم مـــن الله الـنـذيـر
نـذيــر صـــادق أدىiiكـتـابـاً وآيـــــات مـبـيـنــةiiتـنــيــر
فقالوا ما أتيت بأمـرiiصـدق وأنــت بمنـكـر مـنـاiiجـديــر
فقـال بلـى لـقـد أديــت حـقـاً يصدقنـي بـه الفهـمiiالخبيـر
فمـن يتبعـه يهـد لكـلiiرشـد ومن يكفر بـه يخـزَiiالكفـور
فلمـا أشربـوا غـدراًiiوكـفـراً وجد بهم عن الحـقiiالنفـور
أرى الله النبي بـرأيiiصـدق وكــان الله يحـكـم لاiiيـجـور
فـأيــده وسـلـطــهiiعـلـيـهـم وكـان نصيـره نعـم النصيـر
فغـودر منهـم كعـبiiصريعـاًفذلت بعد مصرعـهiiالنضيـر
علـى الكفيـن ثـم وقـد علتـه بأيـديـنـا مـشـهــرة ذكــــور
بـأمـر مـحـمـد إذ دس لـيــلاً إلـى كعـب أخـا كعـبiiيسيـر
فـمـاكــره فـأنـزلــهiiبـمـكــر ومحمـود أخـو ثقـةiiجسـور
فتلك بنو النضير بدارiiسوء أبارهم بما اجترمـواiiالمبيـر
غداة أتاهم في الزحفiiرهواً رسول الله وهو بهـمiiبصيـر
وغسـان الحمـاةiiمــؤازروه على الأعداء وهو لهم وزير
فقال السلـم ويحكـمiiفصـدوا وخالـف أمرهـم كـذب وزور
فذاقـوا غــب أمـرهـمiiوبــالاً لـكـل ثـلاثــة مـنـهـمiiبـعـيـر
وأجـلـوا عامـديـنiiلقينـقـاع وغـودر منـهـم نـخـلiiودور
‏(‏ج/ص‏:‏ 4/ 90‏)‏
وقد ذكر ابن إسحاق جوابها لسمال اليهودي فتركناها قصداً‏.‏
قال ابن إسحاق‏:‏
وكان مما قيل في بني النضير قول ابن لقيم العبسي،
ويقال‏:‏ قالها قيس بن بحر بن طريف الأشجعي‏:‏
أهلـي فـداء لامــرئ غـيـرiiهـالـك أحــل اليـهـود بالحـسـيiiالمـزنـم
يقيلون في خمـر العضـاه وبدلـوا أهيضـب عـودا بـالـوديiiالمكـمـم
فـإن يــك ظـنـي صـادقـاًiiبمحـمـد تـروا خيلـه بيـن الضـلاiiويرمـرم
يـؤم بهـا عمـرو بـن بهثـةiiإنهـم عـدو ومـا حـي صـديـقiiكمـجـرم
عليهن أبطال مساعير في الوغى يهزون أطـراف الوشيـجiiالمقـوم
وكــل رقـيـق الشفـرتـيـنiiمـهـنـد توورثن من أزمـان عـاد وجرهـم
فمـن مبلـغ عنـي قريشـاًiiرسـالـة فهل بعدهم في المجد مـنiiمتكـرم
بــأن أخـاهــم فاعـلـمـنiiمـحـمـداً تليد الندى بيـن الحجـون وزمـزم
فدينوا له بالحـق تجسـمiiأموركـم وتسمو من الدنيا إلـى كـل معظـم
نـبــي تـلافـتـه مـــن اللهiiرحـمــة ولا تسـألـوه أمــر غـيـبiiمـرجـم
فقـد كـان فـي بـدر لعمـريiiعبـرة لكـم يـا قريـش والقليـبiiالملـمـم
غـداة أتـى فـي الخزرجيـةiiعامـداً إليـكـم مطيـعـاً للعظـيـمiiالـمـكـرم
معاناً بروح القـدس ينكـىiiعـدوه رسـولاً مـن الرحمـن حقـاًiiبمعلـم
رسولاً مـن الرحمـن يتلـوiiكتابـه فلـمـا أنــار الـحــق لـــمiiيتلـعـثـم
أرى أمره يزداد في كل موطن علـواً لأمـر جـعـل اللهiiمحـكـم
قال ابن إسحاق‏:‏
وقال علي بن أبي طالب، وقال ابن هشام‏:‏ قالها رجل من المسلمين،
ولم أر أحداً يعرفها لعلي‏:‏

رد مع اقتباس