نمو الشخصية في الطفولة المتأخرة
يصبح مفهوم الذات إيجابيّا إذا تلقي الطفل من الكبار بعض المهام والأعمال
التي يستطيع إنجازها، وعلي الكبار أن يقدموا له التوجيه اللازم لتعلُّم
الأداء وإتقانه حتى يشعر بالكفاءة والمهارة، كما أن إنجاز
هذه المهارات يساعد علي تنمية مفهوم صحيح للذات.
تتكون ملامح شخصية الأبناء سواء كانت في حالة إيجابية أو سلبية
منسحبة أو عدوانية علي أساس الخبرات التي يمرون بها.
وأزمة الطفل في هذه المرحلة هي ما يسمي "أزمة الكفاءة والإنجاز"،
حيث يود الأطفال الحصول علي التقدير من خلال عمل شيء ما
ومسئولية المعلمين هي تهيئة خبرات النجاح لكل طفل.
ويميل الطفل إلي التفكير في نفسه كفرد متميز ليست لديه أفكار واضحة
محددة عن قدراته ونواحي قصوره، وكذلك يتبع النمط الذي تقبله الجماعة.
وفي نهاية المرحلة يكون الطفل قد وصل إلي مرحلة البحث عن نجم
أو البحث عن بطل يحبه ويقلده.
وعمومًا، يكون الولد أكثر عدوانية من البنت، وتصبح الشخصية بعد ذلك
أقل مرونة، وأكبر ثباتًا في نمط محدد يسمي:"سمات الشخصية".
النمو اللغوي في مرحلة الطفولة المتأخرة
إتقان الكلام: يبدأ طفل هذه المرحلة في إتقان الكلام، ويتعلم أن صور الاتصال
البسيطة لم تعد كافية مما يدفعه لتحسين مستواه اللغوي، وبتعلم القراءة
يضيف مفردات جديدة. ويصبح أكثر ألفة بنمط الجمل الصحيحة، ويستطيع
استخدام اللغة كأداة للتواصل، وعلي الأخص، عندما يريد أن يحدث تأثيرًا
يتوقف النمو اللغوي علي عدة عوامل، منها: المستوي العقلي
والمستوي الثقافي، والاجتماعي، والاقتصادي، ومن الملاحظ أن
المحصول اللغوي عند الإناث أكبر منه عند الذكور . ويلاحظ أن
فهم الطفل للكلمات يفوق استخدامه لها، ويتعلم الطفل بالإضافة للكلمات
الجديدة الكثير من المعاني الجديدة للكلمات القديمة.
وتجد أن مفردات الألوان عند البنات أكثر منها عند الذكور
بسبب اهتمام البنات بالألوان.
ظواهر في لغة طفل الطفولة المتأخرة
وهناك ظاهرة في هذه السن (قبل المراهقة بفترة قصيرة) وهي
ظاهرة اللغة السرية بين الأطفال
ويتحدث الأطفال في هذه المرحلة بصوت عال، مع استخدام أشباه الجمل
بدلا من الجمل الكاملة، وبطبيعة الحال يعاني الأطفال من ازدواجية اللغة
وقد توجد بعض عيوب الكلام التي تكون قد نشأت في مرحلة النمو السابقة
مثل التهتهة، واللجلجة، وإبدال الحروف، والحبسة، وبعضها يرتبط
بالتوتر العصبي الذي بدأ مع الحضانة وازداد مع دخول
يتركز محتوي الكلام في هذه المرحلة حول الذات في البداية، ثم ينتقل
تدريجيّا إلي اللغة الاجتماعية. ويميل أطفال هذه المرحلة إلي انتقاد الآخرين
والسخرية منهم بصورة صريحة، أو مستترة - في حالة الكبار
كما يميل إلي السباب والشتائم مع أقرانه، وتزداد لديهم
يشتهر أطفال هذه المرحلة بحبهم للمزاح والدعابة، ويميل بعضهم
إلي المزاح الذي يتضمن تورية أو تلاعبًا بالألفاظ، فمثلا عندما يُسأل
الطفل في هذه المرحلة (هل أنت نائم؟) فيقول (لا أنا علي). ومعني ذلك أن
الأطفال قد نما لديهم الوعي بأن الكلمة يمكن أن يكون لها أكثر من معني
والقدرة علي الربط والتنسيق بين هذه المعاني .
ويستطيع أطفال هذه المرحلة فهم معنيين لكلمة واحدة و الربط بينهما
فمثلا: يمكنهم توظيف كلمة (لامع) كخاصية لشيء أو شخص معين
فيقولون مثلا: (سطح لامع)، أو (شخص لامع)
ويرتبط بالنقطة السابقة فهم الأطفال للقواعد اللغوية، والربط بين فكرتين
النمو العقلي في مرحلة الطفولة المتأخرة
مرحلة العمليات العيانية المحسوسة
يطلق العلماء علي النمو العقلي في هذه المرحلة مرحلة العمليات العيانية
المحسوسة، حيث تظهر عمليات الاستدلال والتفكير المنطقي.
والعمليات العقلية في هذه المرحلة تتصل تمامًا بأصولها الحسية
كما أنها تكون مرتبة في إطارها الزمني الطبيعي ولا يوجد بها سوي
ويتميز تفكير الطفل في هذه المرحلة بخاصيتين هامتين:
وهي منطقية التفكير، بمعني أن الطفل يكون قد تخلص من صفة التفكير
التي كان يتصف بها في المرحلة السابقة، وأصبح موضوعيًا في تفكيره.
هي محدودية التفكير فيما هو عيني أو محسوس مما يقع في خبرة الطفل
التفسيرات التي تطرأ علي النمو العقلي في هذه المرحلة
التفكير باستخدام المعلومات
التغير الجوهري الذي يطرأ علي الطفل في هذه المرحلة، أنه يستطيع
التفكير باستخدام المعلومات، فبإمكان الطفل الآن تحويل انتباهه
من جانب إدراكي معين إلي جانب إدراكي آخر، وتسمي هذه العملية
باسم "اللاتمركز"، وتتطور وتصبح أكثر شيوعًا في الاستخدام مع التقدم
في العمر، حتى يصل إلي عمر المراهقة.
وهناك تغير جوهري آخر يتمثل في قدرة الطفل علي الانتقال من النقيض
إلي النقيض في الفكر، أي قلب الأفكار وتحويل الواقع المادي إلي مجرد
فكرة، وبالتالي يصبح بإمكانه الإلمام بجميع جوانب الموقف
ويظهر ثبات الأعداد في عمر السادسة، ويظهر ثبات الكتلة في سن السابعة
ويظهر ثبات الوزن في سن التاسعة، كما يظهر ثبات الحجم في سن الحادية عشرة
ويلاحظ أن ثبات العدد يسبق ثبات الكم. وهناك مظهر آخر لاختلاف
التفكير يتمثل في القدرة علي إدراك التغيرات، وإمكانية تكوين صور ذهنية
كلية عن تتابع الأحداث، ويستطيع وصف هذا التتابع في الماضي والحاضر
والمستقبل دون إعادتها مرة أخري. وبالتالي يصبح الطفل أكثر قدرة
علي الاستفادة من قواعد التحكم في السلوك إذا ما عرف النتائج مسبقًا.
القدرة علي التصنيف والتسلسل والوعي بالأشياء
وتظهر لدي الطفل أيضًا القدرة علي التصنيف، أي تحديد الفئة، وتحديد
قوائم العناصر الخاصة بالفئات (الرياضيات الحديثة)، فمثلا يمكنهم أن
يتعرفوا علي الورود والقرنفل والياسمين كأنواع فرعية ضمن فئة الزهور
كما يمكن أيضًا أن يتعرفوا علي فئة الزهور كنوع فرعي من فئة أعم هي النبات.
كما يظهر لديه القدرة علي التسلسل؛ أي وضع الأشياء والأحداث
في سياقها الصحيح. وينمو الطفل ويزداد وعيه بالزمان والمكان
وكذلك فهمه للناس والأشياء عن طريق التعليم الرسمي في المدرسة
وعن طريق أساليب الإعلام الأخرى، وكذلك عن طريق الصداقات
خارج البيت، فتنمو لديه العديد من المفاهيم، كما تنمو لديه القدرة
علي النقد الذاتي وتجنب أخطاء الإدراك والتقدير، ويزداد مفهومه لذاته
وضوحًا من خلال انعكاس صورته عند المعلمين والآباء، ومن خلال
ينمو التفكير من إدراك المحسوسات إلي إدراك المجردات، وطفل المدرسة
يكون غير متمركز في تفكيره بدرجة كبيرة. والطفل بين السابعة والحادية عشرة
تقريبًا يفهم ويستخدم مبادئ معينة من العلاقات فيما بين الأشياء والأفكار
ويستطيع الجمع، والطرح، والقسمة، والضرب، والترتيب.
و تزداد مهارة الطفل في التجميع، وربط الأشياء ببعضها؛ وباتساع عالم
الطفل منذ التحاقه بالمدرسة تتزايد ميوله، ومع تنوع الميول يزداد فهمه
للناس، ويستفيد في ذلك من جميع وسائل الإعلام