النمو الاجتماعي في مرحلة الطفولة المتأخرة
تتميز هذه المرحلة بتحقيق مزيد من الاستقلال والاعتماد علي النفس
من ناحية، ومزيد من القدرة علي إنشاء علاقات اجتماعية
مع أفراد من خارج الأسرة من ناحية أخري.
الدعم النفسي والسلوك الاجتماعي البناء
يساعد الدعم النفسي والاجتماعي لكل من الوالدين والمعلمين داخل
المدرسة علي تنمية جوانب السلوك الاجتماعي البناء، الذي يتمثل
في مزيد من الإيثار وتحمل المسئولية، وكفاءة التفاعل مع المحيطين
داخل البيئة الأسرية وخارجها.
دور المدرسة في التنشئة الاجتماعية
تعد المدرسة وسيطًا جيدًا للتطبيع الاجتماعي والتنشئة الاجتماعية في هذه
المرحلة، حيث يشجع المعلمون عن قصد الكثير من أنواع السلوك
الاجتماعي، من خلال الأنشطة المختلفة التي يقوم بها التلميذ في المدرسة
فتنمو العلاقات الاجتماعية ببطء في بداية هذه المرحلة، وبعد ذلك
يمل الطفل من الوحدة، ويبحث بنفسه عن إقامة العلاقات الاجتماعية
مع الزملاء؛ لأنه يمل أيضا من الكبار.
الجماعات وتأثيرها الاجتماعي علي حياة الطفل في هذه المرحلة
ينخرط الطفل في جماعة الأقران، التي تتيح له الفرصة لممارسة أنواع
من المهارات الجديدة، وينتقل من عالم الأسرة المألوف الذي كان يعتمد
عليه إلي عالم غريب خارج الأسرة، ويتم التحول من الاعتماد علي الكبار
إلي مزيد من ممارسة السلوك المسموح به، وبمشاركة الطفل في النشاط
الذي تقوم به جماعة الأقران يصبح واحدًا منهم، ويتعلم قيم المجتمع
أو المهارات الاجتماعية كاتخاذ وجهة نظر الآخرين، ويكتسب خاصية أخري
وهي البحث عن سمات تكون لها أهمية خاصة بالنسبة له، مثل:
الشعبية، والقيادة، كما يساعده الأقران علي التأثر بالجماعة
عن طريق التنافس والتعاون.
ويصبح السلوك الاجتماعي أكثر نضجًا، فتتناقص حدة العناد والمخالفة
مع ملاحظة أنه في سن العاشرة يبدأ الذكور من جديد في محاولة التمرد
علي سلطة الكبار مؤكدين بذلك ذكورتهم، ويحاول الأطفال في هذه المرحلة
دائمًا الانتماء إلي جماعة يحصلون منها علي التقبل الاجتماعي
وهذا يفسر لنا زيادة الوقت الذي يقضيه الطفل خارج المنزل .
وتتكون (شِلَلُ) الأطفال وهي عادة للعب واللهو البريء، مع ملاحظة أنهم
قد يقعون في أخطاء غير مقصودة، ويلاحظ أن جماعات الأطفال ترفض
وتساعد الجماعات الطفل علي مسايرة معايير الجماعة والالتزام به
مع ملاحظة أنه في حالة تعارض معايير الجماعة مع معايير الوالدين
فإن الطفل يساير معايير الجماعة.
وفي الجماعة يتعلم الطفل التنافس والتعاون وتحمل المسئولية، وكل ذلك
تنمية للروح الرياضية، وتدريب علي التطبع الاجتماعي، وذلك لا يحدث
إلا داخل الجماعة، أما عن الصداقة في هذه المرحلة فتكون دائمًا
بين أفراد نفس الجنس حيث تكون الاتجاهات نحو الجنس الآخر محايدة.
وتلعب (شلة) الأطفال في هذه المرحلة دورًا مهمًا، والطفل الذي يحظى
باهتمام (الشلة) واحترامها تتميز شخصيته بينهم، وتكون له صفات
مميزة تتحدد في الذكاء، والحكمة، والفهم، والثقة بالنفس، والاتزان الانفعالي
والنشاط، وإدراك رغبات الآخرين، والاهتمام بها، ويجب أن يكون
وتتجاهل الجماعات (الشلل) الطفل الهادئ المنطوي مهما كان ممتازًا
في صفاته، وقد لوحظ في كثير من الدراسات أن الطفل الذي مر بخبرة
القيادة في المرحلة السابقة تتوافر له الفرص ليكون قائد جماعة في هذه
المرحلة، كما أن الطفل الأكثر شعبية يتوافر فيه عدد من السمات الإيجابية
تحقق له درجة كبيرة من التوافق النفسي والاجتماعي.
عند سن السادسة والسابعة يكون الأطفال قد تعلموا معظم المعايير الاجتماعية
للسلوك المتعلق بالأدوار المختلفة، كدور الولد في مقابل دور البنت
ودور الوالد في مقابل دور الابن وهكذا.
متطلبات النمو في هذه المرحلة
- تعلم المهارات الأساسية: في النواحي المعرفية والحركية والفنية.
- التعاون الاجتماعي: التعاون مع الرفاق ، والتعاون في اللعب
- تقدير الذات: القدرة علي الحكم بنفسه علي إنجازاته .
- الالتزام بما يُلقي عليه من مسئوليات، وما يكلف به من واجبات .
وللمدرسة دور مهم في هذه المرحلة لا يقل عن دور الأسرة،
- إيجاد فرص للنجاح أمام كل طفل في المدرسة بناء علي قدراته الذاتية
- اتخاذ موقف إيجابي من التحصيل المدرسي سواء من ناحية الوالدين
أو من ناحية المدرسة، وذلك عن طريق التشجيع والمتابعة والإيحاء .
- مساعدة الأطفال علي تنمية الضمير الخلقي لديهم .
- وضع حدود واضحة لسلوك الأطفال .
- تنمية الشعور بالتقدير عن طريق الدفء العاطفي مع الحزم .
- الترويح (اللعب) في هذه المرحلة: اعترف الإسلام بكل ما تتطلبه
الفطرة البشرية من سرور وفرح، ولعب، ومرح، وتدليل شَرَعه الله
وهناك شروط لابد أن تضعها الأم في اعتبارها عند اختيار
(1) أن يكون النشاط جائزًا شرعًا، وأن يترتب عليه فائدة محققة للطفل
(2) أن لا تشغل ممارسته عن واجب شرعي أو اجتماعي ؛ حتى يحقق
(3) أن لا يترتب عليه مضرة - صغرت أم كبرت – بالصغير
أو بمن يلعب معهم أو بغيرهم.
(4) أن يتناسب اللعب مع إمكانات الصغير العقلية والبدنية
ولما كان الترويح من الأمور اللازمة للمسلم ؛ فإن لزومه للولد
وهو صغير من باب أولي، وذلك لأمرين مهمين