حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ أَبُو مُصْعَبٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دِينَارٍ
عَنْ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ رضى الله تعالى عنهم أجمعين
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله تعالى عنه قَالَ
( قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَسْمَعُ مِنْكَ حَدِيثًا كَثِيرًا أَنْسَاهُ
قَالَ ابْسُطْ رِدَاءَكَ فَبَسَطْتُهُ قَالَ فَغَرَفَ بِيَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ ضُمَّهُ
فَضَمَمْتُهُ فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا بَعْدَهُ )
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي
فُدَيْكٍ بِهَذَا أَوْ قَالَ غَرَفَ بِيَدِهِ فِيهِ
قوله : ( حدثنا أحمد بن أبي بكر)
هو الزهري المدني صاحب مالك، وسقط قوله أبو مصعب
من رواية الأصيلي وأبي ذر، وهو بكنيته أشهر.
والإسناد كله مدنيون أيضا وكذا الذي بعده.
هو صفة لقوله حديثا لأنه اسم جنس.
لم يذكر المغروف منه وكأنها كانت إشارة محضة.
وللكشميهني والباقين " ضمه " وهو بفتح الميم ويجوز ضمها، وقيل
يتعين لأجل ضمة الهاء، ويجوز كسرها لكن مع إسكان الهاء وكسرها.
قوله : ( فما نسيت شيئا بعد )
هو مقطوع الإضافة مبني على الضم، وتنكير شيئا بعد النفي ظاهر العموم
في عدم النسيان منه لكل شيء من الحديث وغيره.ووقع في رواية ا
بن عيينة وغيره عن الزهري في الحديث الماضي
" فوالذي بعثه بالحق ما نسيت شيئا سمعته منه".
وفي رواية يونس عند مسلم: " فما نسيت بعد ذلك اليوم شيئا حدثني
به " وهذا يقتضي تخصيص عدم النسيان بالحديث.
ووقع في رواية شعيب: " فما نسيت من مقالته تلك من شيء "
وهذا يقتضي عدم النسيان بتلك المقالة فقط، لكن سياق الكلام يقتضي
ترجيح رواية يونس ومن وافقه لأن أبا هريرة نبه به على كثرة محفوظه
من الحديث فلا يصح حمله على تلك المقالة وحدها، ويحتمل أن تكون
وقعت له قضيتان: فالتي رواها الزهري مختصة بتلك المقالة،
والقضية التي رواها سعيد المقبري عامة.
قوله: ( ابن أبي فديك بهذا )
أشكل قوله بهذا على بعض الشارحين لأن ابن أبي فديك لم يتقدم له ذكر،
وقد ظن بعضهم أنه محمد بن إبراهيم بن دينار المذكور قبل، فيكون مراده
أن السياقين متحدان إلا في اللفظة المبينة فيه، وليس كما ظن، لأن
ابن أبي فديك اسمه محمد بن إسماعيل بن مسلم وهو ليثي يكنى أبا
إسماعيل، وابن دينار جهني يكنى أبا عبد الله، لكن اشتركا في الرواية
عن ابن أبي ذئب لهذا الحديث ولغيره، وفي كونهما مدنيين، وجوز
بعضهم أن يكون الحديث عند المصنف بإسناد آخر عن ابن أبي ذئب،
وكل ذلك غفلة عما عند المصنف في علامات النبوة فقد ساقه بالإسناد
المذكور، والمتن من غير تغيير إلا في قوله: " بيديه " فإنه ذكرها
بالإفراد.وقال فيها أيضا: " فغرف " وهي رواية الأكثرين في حديث
الباب، ووقع في رواية المستملي وحده " فحذف " بدل فغرف،
وهو تصحيف ما وضح في سياقه في علامات النبوة.
وقد رواه ابن سعد في الطبقات عن ابن أبي فديك فقال: فغرف.