
12-04-2013, 05:19 PM
|
Super Moderator
|
|
تاريخ التسجيل: May 2010
المشاركات: 7,422
|
|
العفو _ الغفور
معنى ( العفو _ الغفور )
قال تعالى { فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفواً غفوراً }
والعفوّ : هو الذي يمحو السيئات ، ويتجاوز عن المعاصي ،
وهو قريب من الغفور ،ولكنه أبلغ منه ؛
فإنّ الغفران ينبئ عن السِّتر ، والعفو ينبئ عن المحو ،
والمحو أبلغ من السِّتر ، وهذا حال الاقتران ،
أما حال انفرداهما فإنّ كلَّ واحد منهما يتناول معنى آخر ..
وعفوه تعالى نوعان :
النوع الأول : عفوه العام
عن جميع المجرمين من الكفار وغيرهم ،
بدفع العقوبات المنعقدة أسبابها ،والمقتضية لقطع النّعم عنهم ،
فهم يؤذونه بالسَّبِّ والشِّرك وغيرها من أصناف المخالفات ،
وهو يعافيهم ويرزقهم ويدرُّ عليهم النّعم الظاهرة والباطنة ،
ويبسط لهم الدنيا ، ويعطيهم من نعيمها ومنافعها ويمهلهم
ولا يهملهم بعفوه وحلمه سبحانه ..
والنوع الثاني : عفوه الخاص ،
ومغفرته الخاصّة للتائبين والمستغفرين
والدّاعين والعابدين ، والمصابين
بالمصائب المحتسبين ، فكلُّ من تاب إليه توبة نصوحاً _
وهي الخالصة لوجه الله العامة الشّاملة التي
لا يصحبها تردّد ولا إصرار _
فإنّ الله يغفر له من أي ذنب كان ، من كفر وفسوق وعصيان ،
وكلّهاداخلة في قوله تعالى
{ قل يعباديَ الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله
إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم }
أصل الغَفْر : التغطية والستر ،
والمغفرة : النغطية ،
والغفور سبحانه هو الذي يستر العيوب ويغفر الذنوب ،
وهو الذي لم يزل ولا يزال بالغفران موصوفاً ،
وكل أحدٍ مضطر إلى عفوه ومغفرته ،
كما هو مضطر إلى رحمته وكرمه ..
قال الخطابي : الغفار الستير لذنوب عباده ،
والمسدل عليهم ثوب عطفه ورأفته ، ومعنى الستر في هذا :
أنه لا يكشف أمر العبد لخلقه ولا يهتك ستره بالعقوبة
التي تُشْهِرُهُ في عيونهم ..
وقال أبو عبيد :
والمغفرة من الذنوب إنما هو إلباس الله الناس الغفران وتغمدهم به ،
فسبحان الله الذي يعامل خلقه بما يناسبهم من أسمائه وصفاته ..
هيفولا
|