الأخت / بنت الحرمين الشريفين
يوم الجمعة يوم عظيم عند الله تعالى، أفرد في القرآن الكريم سورة سميت
"سورة الجمعة" بنيت أحكام صلاة الجمعة كأهم ما في هذا اليوم المبارك،
وتوالت الأحاديث النبوية الشريفة تشرح قدر الجمعة،
وقد خصّ الله المسلمين بهذا اليوم وجعله عيدهم الأسبوعي،
وفرض فيه صلاة الجمعة، وخطبتها وأمر المسلمين بالسعي إليها
جمعا لقلوبهم، وتوحيدا لكلمتهم، وتعليما لحاهلهم، وتنبيها لغافلهم،
وردا لشاردهم، بعد أسبوع كامل من العمل والإكتساب،
كما حرّم فيه الاشتغال بأمور الدنيا،
وبكل صارف عن التوجه إلى صلاة الجمعة عند الدعوة إليها.
فإذا سلمت الجمعة كانت كفارة لما سبقها خلال أيام الأسبوع،
قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:
( الصلوات الخمس، والجمعة الى الجمعة، ورمضان الى رمضان،
مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر )
وقد ورد الوعيد الشديد على ترك الجمعة،
قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم :
( من ترك الجمعة ثلاثا من غير عذر طبع الله على قلبه )
و قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم :
( لينتهن أقواما عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم،
رواه مسلم عن ابن عمر وأبي هريرة.
وقد أتى على بعض الناس زمن، غفلوا عن واجباتهم الإسلامية،
ومنها حقوق يوم الجمعة، فحسبوه يوم الراحة الاسبوعية،
ويوم العطلة بعد العمل ينطلقون فيه الى الملاعب والمنتزهات،
وبأيديهم أدوات اللهو واللغو واللعب والغفلات،
وصنوف الأطعمة والأشربة والملذات،
( في يوم قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم
أتاني جبريل عليه السلام في كفه مرآة بيضاء
وقال: هذه الجمعة يفرضها عليك ربك
لتكون لك عيدا، ولأمتك من بعدك.
قال: لكم فيها خير ساعة من دعا فيها بخير قسم له،
أعطاه الله سبحانه إياه، أو ليس له قسم ذخر له ما هو أعظم منه،
أو تعوذ من شر مكتوب عليه إلا أعاذه الله عز وجل من أعظم منه،
وهو سيد الأيام عندنا ونحن ندعوه في الآخرة يوم المزيد،
قال: إن ربك عز وجل اتخذ في الجنة واديا أفيح من المسك الأبيض،
فإذا كان يوم الجمعة نزل الله تعالى من عليين على كرسيه
فيتجلى لهم حتى ينظروا الى وجهه الكريم )
رواه الشافعي في المسند، الطبراني في الأوسط،
ولقد أخبرنا سبحانه أنه حرم العمل على اليهود يوم السبت،
وأمرهم بالتفرغ لعبادته، فعملوا الحيل، استهزاء بأمر الله تعالى
واعتداء على حدوده، فغضب عليهم ولعنهم وجعل منهم القردة والخنازير.
{ واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ
إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً
وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163)
وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً
قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164)
فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ
وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ (165)
فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166) }
وقال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:
( إن اهل الكتاب أعطوا يوم الجمعة فاختلفوا فيه فصرفوا عنه،
وهدانا الله إليه وأخره لهذه الأمة وجعله عيدا لهم
فهم أولى الناس به سبقا، وأهل الكتابين لهم تبع )
( وقد جاء رجل الى ابن عباس يسأله عن رجل مات
لم يكن يشهد جمعة ولا جماعة،
فلم يزل يتردد إليه شهرا يسأله عن ذلك وهو يقول في النار )
وهذه باقة من الآداب الإسلامية
والتي هي بعض من حقوق هذا اليوم الكريم:
1- الاستعداد للجمعة من يوم الخميس، بغسل ثيابه وإعداد طيبه،
وتفريغ قلبه من الوساغل الدنيوية، والاشتغال بالتوبة والاستغفار،
والذكر والتسبيح من عشية يوم الخميس، والعزم على التكبير
الى المسجد، ويستحسن قيام ما تيسر من ليلة الجمعة بالصلاة
" أوفى الناس نصيبا من الجمعة من انتظرها
2- الابتداء بالغتسال بعد صلاة فجر يوم الجمعة مع الجماعة،
ويمتد وقت الغسل حتى النداء.
عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه وارضاه أن
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال :
( غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم )