وقال أبو عمرو بن العلاء:
لا أتزوج امرأة حتى أنظر إلي ولدي منها
فقيل له: كيف ذلك ؟
فقال: أنظر إلي أبيها وأمها؛ فإنها تأخذ منهما.
ومثلما وضع ديننا الإسلامي الحنيف القواعد والأسس التي يختار
كل من الزوجين الآخر في ضوئها، فإنه شرع من الآداب ما يحمي الذرية
منذ تكوينها في رحم الأم، فَوَجَّه الآباء لاتخاذ كل التدابير الوقائية التي تصون
الطفل مما قد يصيبه من نزعات الشياطين وغيرها -حتى عند الإخصاب
قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم :-
(لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله فقال: باسم الله، اللهمَّ جنبنا الشيطان
وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يُقدر بينهما ولد في ذلك
ما لم يـضرَّه شيطان أبدًا)
[متفق عليه]
وبذلك يجعل الإسلام من المرأة تربة خصبة لإنبات
الذرية الصالحة النافعة لدينها ووطنها.
مراحل النمو
تقسم هذه المراحل تقسيمًا تقريبيًا؛ لأنها تتداخل وتتشابك فيما بينها
إذ ليست هناك حدود فاصلة بينها بشكل حاسم .وعلي كل أم أن تدرك
طبيعة كل مرحلة وسماتها وخصائصها، لتتخذها معيارًا تنظر من خلاله
إلي طفلها؛ لتتأكد من نموه نموَّا طبيعيَّا. علي أن تدرك أن هذه الأمور
تقريبية، قد تختلف من طفل إلي آخر، ومن بيئة إلي أخري بنسبة ما،
وأنها ليست قوانين جامدة.
الحمل
أبشري أنت حامل!! إنها أسعد اللحظات عند المرأة، تلك اللحظات
التي تشعر فيها أنها ستكون أمَّا لطفل تعطيه حبها وحنانها.
وفترة الحمل فترة شاقة متعبة عبر عنها القرآن الكريم
بقوله تعالى:
{ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ }
[لقمان:14]
وبقوله تعالى:
{حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا }
[الأحقاف:15].
واعتني الإسلام بالجنين عناية بالغة، فمن ناحية صحته وكمال نموه
أباح الإسلام للحامل أن تفطر في شهر رمضان؛ إذا خافت عليه الضرر
بعد استشارة طبيب مسلم ثقة؛ وذلك لما في الصوم من مشقة عليها
ولأن الجنين يحتاج إلي الغذاء حتى يكتمل نموه
فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه وارضاه-
أن رسول الله صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال:
( إن الله -عز وجل- وضع عن المسافر شطر الصلاة والصيام
وعن الحامل والمرضع )
[النسائي].
كما حرص الإسلام علي الجنين عند إقامة الحد علي المرأة الحامل
حتى تضع حملها؛ حماية له. وقد أجمع فقهاء المسلمين علي عدم جواز القصاص
من الحامل قبل أن تضع جنينها، سواء كانت حاملا وقت الجناية أم حملت بعدها
وسواء كان القصاص في النفس: كالرجم في حالة زني المحصنة
أو في طرف من أطرافها، كقطع اليد في حالة السرقة. كل ذلك صيانة
ووقاية للجنين.
علامات الحمل
هناك بعض العلامات أو الأعراض التي يمكن أن تشير إلي وجود حمل
ومن هذه العلامات:
- انقطاع الدورة الشهرية: ففي معظم الحالات يكون انقطاع
الدورة الشهرية مؤشرًا لحدوث الحمل .
- تغير في الثديين: فحجم الثديين يكبر، ويصبحان أكثر نضوجًا
وأطري ملمسًا، ويتحول لون المنطقة المحيطة بالحلمة
إلي لون داكن .
- الغثيان أو القيء: فالشعور بالقيء يعتبر أمرًا طبيعيَّا للحامل
وخصوصًا في الشهور الأولي
-الرغبة في التبول المستمر: تشعر الحامل بالرغبة في التبول
وهذا عارض مؤقت لا يدوم، ولكن هذه الرغبة تعود خلال الأسابيع
الأخيرة من الحمل، نتيجة لوجود الجنين في أسفل البطن
فيعود الضغط علي المثانة.
- حركة الجنين في بطن الأم: ويتطور الأمر تدريجيا؛ حيث تشعر
المرأة الحامل خلال منتصف الشهر الرابع بحركة الجنين، وتقوي
هذه الحركة شيئًا فشيئًا إلي حد أن تتمكَّن الأم من ملاحظة
حركات جنينها بوضوح إذا وقفت أمام المرآة.
- التغيرات العاطفية: ويعتبر تغير الهرمونات في جسد المرأة
الحامل أحد العوامل المهمة التي تسبب لها التغيرات العاطفية
وعمومًا، فإن التقلبات العاطفية تعدُّ من الأعراض الملحوظة عند الحامل
فتارة تشعر بالسعادة، وتارة أخري يخيِّم عليها جو من الكآبة
ولكن الحامل تعود إلي حالتها الطبيعية خلال الشهر الرابع عندما
تعود الهرمونات المختلفة إلي التساوي