الأخت الزميلة / الزهرة سعد
لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
{ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ
أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ }
جاءت في القران الكريم على لسان عبد صالح من عبيده ، و نبي كريم
من أنبيائه وهو سيدنا يونس بن متى عليه السلام ، وهذا النبي لما راى
نفسه وقع في بلاء من ربه وامتحان ، وابتلي بأن جعله الله تعالى
في بطن الحوت نادى في الظلمات ، ظلمة الليل ، وظلمة البحر ، وظلمة
بطن الحوت ..نادى الذي يسمع ويرى كل شيء كما قيل -والله اعظم
من ذلك -: يرى ويسمع دبيب النملة السوداء فوق الصخرة الصماء
في الليلة الظلماء ،سبحانه هذا العظيم القدير القوي العزيز المسيطر
على كل شيء ناداه عبده ونبيه وهو موقن باجابته وناداه اولا بوحدانيته
و الوهيته ثم اعترف له بحاله فانجاه الله تعالى من بطن تلك الدابة
البحرية و اعاده و عافاه ، فيا سبحان الذي قال عن نفسه
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }
{ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ
وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ }
فتدبروا يرحمكم الله تعالى قوة الدعاء ، و نتيجة الاعتراف بالتقصير
-حاشا الانبياء- ثم نتيجة التوحيد و اليقين بعون الله و توفيقه
عند اخلاص التوبة و الانابة اليه.