5- تجنب مقابلة السيئة بمثلها، والقطعية بمثلها،
أو انتظار زيارتهم ردا على كل زيارة.
قال تعالى:
{ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ}
وعن عبدالله بن عمر رضى الله عنهما عن
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول :
( ليس الواصل بالمكافئ ولكنّ الواصل
الذي إذا قطعت رحمه وصلها )
رواه البخاري.
6- تجنب الخلوة بأجنبية أو مصافحتها أثناء زيارة الأرحام كبنات الخال
وبنات الخالة، وبنات العم وبنات العمة، والالتزام بآداب الزيارة
من غض البصر، وحفظ اللسان.
قال تعالى:
{ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ
ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ (30) }
النور
وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال :
( لا يخلوّن أحدكم بإمرأة إلا مع ذي رحم )
رواه البخاري ومسلم.
وعن عقبة بن عامر رضى الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال :
( إياكم والدخول على النساء، فقال رجل من الأنصار،
أفرأيت الحمو، قال: الحمو الموت )
رواه البخاري ومسلم.
الحمو: قريب الزوج كأخيه وابن أخيه وابن عمه وقريب الزوجة كذلك.
ب – آداب الجار
1- ابتداء الجار بالسلام إذا لقيه، مع السؤال عن حاله،
والبشاشة في وجهه.
2- عيادته في مرضه، والمسارعة الى إسعافه عند الحاجة
أو الاستدعاء.
3- تعزيته عند إصابته بمصيبة، أو حلول كارثة به،
أو وفاة عزيز عليه، وفتح بيته لذلك إن استدعى الأمر
والقيام معه في عزائه، وإعانته على شدائده ونوائبه.
4- مشاركته في فرحه، وتهنئته عند حلوله ومحبة الخير له،
والسرور لسروره.
5- الصفح عن زلاته وسقطاته، والتغاضي عن تقصيره وسيئاته،
ومعاتبته برفق وأدب على هفواته.
6- التلطف في معاملة أبنائه، والإحسان إليهم، والرفق بهم
ونصيحتهم بالمعروف.
7- غض البصر عن أهله، وتجنب متابعة أسراره، والحفاظ على حرمته،
وملاحظة داره عند غيبته.
8- غض الصوت تجنبا لمضايقته. وخفض صوت المذياع
والرائي خصوصا في أوقات راحته.
9- تجنب إيذائه بتضييق الطريق عليه، أو طرح الأقذار قرب داره،
أو التجاوز على حدوده أو التطاول عليه في البنيان
فتنحجب عنه الشمس والهواء.
عن عائشة رضى الله عنها وعن أبيها قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:
( من ظلم قيد شبر من الأرض طوّقه الى سبع أرضين )
رواه البخاري ومسلم.
عن أبي هريرة رضى الله عنه وارضاه أن
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال:
( والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن،
قيل: من يا رسول الله؟
قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه )
رواه البخاري ومسلم.
وفي رواية لمسلم:
( لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه )
بوائقه: شره.
10- بذل النصيحة له، والإخلاص في مشوراته
وإرشاده الى ما يجهله من أمر دينه ودنياه.
11- تحمل الأذى منه، والصبر على جفائه، وإعراضه.
أتى رجل الى ابن مسعود رضى الله عنه فقال له:إن لي جارا يؤذيني
ويشتمني ويضيق عليّ،
قال: اذهب فإن هو عصى الله فيك فأطع الله فيه.
12- بذل المعروف له، وإعانته بالنفس والمال، وإهداؤه من طعام داره،
وفاكهته، وتلبيته في قضاء حوائجه.
قال الله تعالى:
{ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ
وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ(36) }
النساء
وعن أبي شريح الخزاعي رضى الله عنه وارضاه أن
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:
( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن الى جاره،
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه،
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخرفليقل خيرا أو ليسكت )
وعن أبي ذر رضى الله عنه وارضاه قال:
إن خليلي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أوصاني:
( إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها، ثم انظر أهل بيت من جيرانك
فأصبهم منها بمعروف )
رواه مسلم.
13- إعطاء كل جار حقوقه التي يستحقها فالجيران ثلاثة:
جار له ثلاثة حقوق وهو من لك به صلة قرابة فإن له حق الجوار
وحق الرحم وحق الإسلام،
وجار له حقان وهو الجار المسلم فإن له حق الجوار وحق الإسلام،
وجار له حق واحد وهو الجار الكافر فإن له حق الجوار فقط.
عن عبدالله بن عمر رضى الله عنهما أنه ذبح شاة فقال:
أأهديتم لجاري المشرك؟ فإني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول :
( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )
رواه البخاري ومسلم.
وعن عائشة رضى الله عنها وعن أبيها قالت:
( قلت يا رسول الله إن لي جارين فإلى أيهما أهدي؟
قال: الى أقربهما منك بابا )
رواه البخاري.
قال الإمام الغزالي :
" آداب الجار أن يبدأ بالسلام ولا يطيل معه الكلام،
ولا يكثر عليه وعن حاله السؤال ويعوده في مرضه،
ويعزيه عند مصيبته، ويقوم معه في عزائه، ويهنئه في فرحه،
ويشاركه في سروره، ويتلطف في معاملة أولاده، ويصفح عن زلاته،
ويعاتبه برفق عند هفواته، ويغض بصره عن حرمه، ويعينه في نوائبه،
ولا يتطلع من السطح الى عوراته ولا يضايقه بصوته،
ولا يؤذيه بوضع الجذع على جداره، ولا يصيب الماء في ميزابه،
ولا يطرح التراب في فنائه، ولا يضيق طريقه الى داره،
ولا يتبعه بالنظر فيما يحمله الى بيته، ويستر ما ينكشف من عوراته،
ولا يغفل عن ملاحظة داره عند غيبته ولا يسمع عليه كلاما من عدوه،
ويرشده الى ما يجهله من أمر دينه ودنياه "
ج - آداب عيادة المريض
1- المبادرة الى زيارته في أول المرض.
قال الأعمش:" كنا نقعد المجلس، فإذا فقدنا الرجل ثلاثة أيام
سألنا عنه فإن كان مريضا عدناه "
2- تكرار الزيارة كل يومين أو ثلاثة لمؤانسته وإدخال السرور على قلبه
فلقد سميت زيارة المريض ( عيادة) من العودة للزيارة وتكرارها.
3- الدعاء للمريض عند قعوده عنده.
عن عائشة رضى الله عنها وعن أبيها قالت:
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعود بعض أهله،
ويمسحه بيده اليمنى، ويقول: اللهم رب الناس، أذهب البأس،
اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما )
رواه البخاري ومسلم.
وعن ابن عباس رضى الله عنهما عن
النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال:
( من عاد مريضا لم يحضره أجله، فقال عنده سبع مرات:
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك،
إلا عافاه الله من ذلك المرض )
رواه أبو داود والترمذي.