قال تعالى
{ يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ }
……………..
و أما الشاهد الثالث
فهي الجوارح التي هي من نعم الله علينا: اليدان والقدمان واللسان
والعينان والأذنان بل وسائر الجلود ستأتي يوم القيامة لتشهد عليك
يا عبد الله وستشهد عليك يا أختاه…إنه مشهد لا مثيل له
يقف العبد أمام ربه ويبدأ الحساب ثم تبدأ الجوارح لتكشف الأسرار
ولتخبر بالفضائح والجرائم التي فعلتها في أيامك السابقة
{ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ }
وبعد ذلك ماذا يجري
{ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ }
وهل يقف الحد عند ذلك ؟لا بل
{ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ }
فيا حسرتاه …
عندما تنطق اليدان وتخبر عنك أيها الإنسان وتقول يارب : بيده اشترى
المجلات الماجنة بيده حرك ” ريموت” القنوات الفضائية يارب بيده لمس
المرأة الأجنبية ورفع السماعة لمعاكسات الفتيات يارب بيده شرب الدخان
والشيشة والمخدرات بيده تعاطى الخمر والمسكرات، وتلك الفتاه ، تنطق
يداها ، فما عساها تقول..!! يارب بيدها لبست العباءة الضيقة
وبيدها وضعت المكياج والعطور لكي تمر بها أمام الرجال
إنه يوم الفضائح وتتكلم القدمان: أنا للحرام ذهبت وعن الصلاة قعدت
وإلى بلاد الحـرام مشيت….
{ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ }
وإن الأمر يزداد حرجاً وشدة عندما تنطق سائر الجلود
{ حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
وكأني بذلك الشاب يقف متعجباً وهو يرى العين تشهد عليه بكل نظرة
سيئة إنه متعجب وهو يسمع شهادة الأذنان بكل أغنية وفاحشة استمع
إليها…وبعد ذلك يحصل الأمر الغريب
يخاطب المرء جوارحه
{ وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا }
لم يا عين تشهدين؟ !! لم يا سمع تشهد؟ !!
لم يا قدم تتكلمين ؟ !!ولكن الجواب أعظم
{ قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ }
وينتهي ذلك المشهد العجيب…ولكن يا ترى !! ما حالك هناك ؟
وهل ستكون ممن شهدت له الجوارح بالطاعاتأم ستكون ممن
تفضحه جوارحه أمام الله خالق الكائنات؟
وأخيراً يا ترى هل بقي أحد يشهد علينا ؟
نعم
إنه الواحد الأحد رب الشهود
إنه الواحد المعبود،
{ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }
الذي يراك أينما كنت ويعلم بحالك.
{ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء }
فسبحان العليم بعباده