عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-23-2013, 09:49 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

قال‏:‏ فأسلمت‏.‏قال‏:‏ فكان عدي يقول‏:‏ مضت اثنتان وبقيت الثالثة، والله
لتكونن وقد رأيت القصور البيض من أرض بابل قد فتحت، ورأيت المرأة
تخرج من القادسية على بعيرها لا تخاف حتَّى هذا البيت، وأيم الله لتكونن
الثالثة ليفيض المال حتَّى لا يوجد من يأخذه‏.‏
هكذا أورد ابن إسحاق رحمه الله هذا السياق بلا إسناد،
وله شواهد من وجوه أخر‏.‏
فقال الإمام أحمد‏:‏
حدَّثنا محمد بن جعفر، حدَّثنا شعبة، سمعت سماك بن حرب، سمعت عباد
بن حبيش يحدِّث عن عدي بن حاتم قال‏:‏ جاءت خيل رسول الله صلَّى الله عليه
وسلَّم وأنا بعقرب فأخذوا عمتي وناساً، فلما أتوا بهم رسول الله
صلَّى الله عليه وسلَّم، قال‏:‏ فصفوا له‏.‏قالت‏:‏ يا رسول الله بان الوافد
وانقطع الولد، وأنا عجوز كبيرة ما بي من خدمة، فمنَّ علي منَّ الله عليك‏.‏
فقال‏:‏
‏(‏‏ ومن وافدك‏؟‏‏ ‏‏)‏‏.‏
قالت‏:‏ عدي بن حاتم‏.‏
قال‏:
‏ ‏(‏‏ الذي فرَّ من الله ورسوله‏؟ ‏‏)‏‏.‏
قالت‏:‏ فمنَّ علي، فلما رجع ورجل إلى جنبه - ترى أنه علي -‏.‏قال‏:‏ سليه
حملاناً قال‏:‏ فسألته، فأمر لها‏.‏قال عدي‏:‏ فأتتني، فقالت‏:‏ لقد فعلت فعلة
ما كان أبوك يفعلها، وقالت‏:‏ إيته راغباً أو راهباً، فقد أتاه فلان فأصاب
منه، وأتاه فلان فأصاب منه‏.‏قال‏:‏ فأتيته فإذا عنده امرأة وصبيان،
أو صبي، فذكر قربهم منه فعرفت أنه ليس ملك كسرى، ولا قيصر‏.‏
فقال له‏:‏ ‏
( يا عدي بن حاتم ما أفرك‏؟‏ أفرك أن يقال‏:‏ لا إله إلا الله
فهل من إله إلا الله، ما أفرك‏؟‏ أفرك أن يقال‏:‏
الله أكبر فهل شيء هو أكبر من الله عز وجل‏ ‏‏)‏‏.‏
فأسلمت فرأيت وجهه استبشر‏.‏
وقال‏:‏
‏(‏‏ ‏إنَّ المغضوب عليهم اليهود، وإن الضَّالِّين النصارى‏ )‏‏.‏
قال‏:‏ ثم سألوه، فحمد الله أثنى عليه، ثم قال‏:‏
‏(‏‏ ‏أما بعد فلكم أيها النَّاس أن ترضخوا من الفضل ارتضخ
امرؤ بصاع، ببعض صاع، بقبضة، ببعض قبضة‏ ‏‏)‏‏
‏ ‏(‏ج/ص‏:‏5/78‏)‏‏.‏
قال شعبة‏:
‏ وأكثر علمي أنه قال‏:‏
‏(‏‏ ‏بتمرة، بشق تمرة وإن أحدكم لاقى الله فقائل، ما أقول ألم
أجعلك سميعاً بصيراً، ألم أجعل لك مالاً وولداً، فماذا قدمت‏؟‏
فينظر من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله فلا يجد
شيئاً فما يتقي النار إلا بوجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة،
فإن لم تجدوه فبكلمة لينة إني لا أخشى عليكم الفاقة، لينصرنكم
الله وليعطينكم أو ليفتحن عليكم حتَّى تسير الظعينة بين الحيرة
ويثرب، إن أكثر ما يخاف السرق على ظعينتها ‏‏)‏‏.‏
وقد رواه التِّرمذي من حديث شعبة وعمرو بن أبي قيس، كلاهما
عن سماك ثم قال‏:‏ حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث سماك‏.‏
وقال الحافظ أبو بكر البيهقي‏:‏
أنبانا أبو عمرو الأديب أنبانا أبو بكر الإسماعيلي، أخبرني الحسن بن سفيان
حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا النضر بن شميل، أنبأنا إسرائيل، أنبأنا
سعد الطَّائي، أنبأنا محل بن خليفة عن عدي بن حاتم قال‏:‏ بينا أنا عند
النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم إذ أتاه رجل فشكى إليه الفاقة،
وأتاه آخر فشكى إليه قطع السبيل‏.‏
قال‏:‏
‏(‏‏ ‏يا عدي بن حاتم هل رأيت الحيرة‏ ‏‏)‏‏.‏
قلت‏:‏ لم أرها وقد أنبئت عنها‏.‏
قال‏:‏
‏(‏‏ ‏فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة
حتَّى تطوف بالكعبة لا تخاف أحداً إلا الله عز وجل‏ )‏‏.‏
قال‏:‏ قلت في نفسي‏:‏ فإن ذعار طيء - الذين سعروا البلاد -‏.‏
‏(‏‏ ‏ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى بن هرمز‏ ‏‏)‏‏.‏
قلت‏:‏ كسرى بن هرمز‏؟‏
قال‏:‏ ‏
( كسرى بن هرمز، ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج بملء
كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحداً يقبله منه،
وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه ليس بيه وبينه ترجمان فينظر
عن يمينه فلا يرى إلا جهنم، وينظر عن شماله
فلا يرى إلا جهنم ‏‏)‏‏.‏
قال عدي‏:‏
سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول‏:‏
( اتقوا النار ولو بشق تمرة،
فإن لم تجدوا شق تمرة فبكلمة طيبة‏ ‏‏)‏‏.‏
قال عدي‏:‏ فقد رأيت الظعينة ترتحل من الكوفة حتَّى تطوف بالبيت
لا تخاف إلا الله عز وجل، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز
ولئن طالت بكم حياة سترون ما قال أبو القاسم صلَّى الله عليه وسلَّم‏.‏
وقد رواه البخاري عن محمد بن الحكم عن النَّضر بن شميل به بطوله‏.‏
وقد رواه من وجه آخر عن سعدان بن بشر، عن سعد أبي مجاهد الطائي،
عن محل بن خليفة، عن عدي به‏.‏ورواه الإمام أحمد والنسائي من حديث
شعبة عن سعد أبي مجاهد الطَّائي به‏.‏وممن روى هذه القصة عن عدي
عامر بن شرحبيل الشعبي فذكر نحوه‏.‏وقال‏:‏ لا تخاف إلا الله والذئب
على غنمها‏.‏وثبت في صحيح البخاري من حديث شعبة‏.‏
وعند مسلم من حديث زهير بن معاوية كلاهما عن أبي إسحاق
عن عبد الله بن معقل بن مقرن المزني
عن عدي بن حاتم قال‏:‏
قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم‏:‏
‏(‏‏ اتقوا النار ولو بشق تمرة‏ ‏‏)‏‏.‏
ولفظ مسلم‏:‏
‏(‏‏‏ من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل‏ )‏‏.‏
طريق أخرى فيها شاهد لما تقدَّم‏.‏
وقد ذكرنا ترجمة حاتم طيء أيام الجاهلية عند ذكرنا من مات من أعيان
المشهورين فيها، وما كان يسديه حاتم إلى النَّاس من المكارم، والإحسان،
إلا أن نفع ذلك في الآخرة معذوق بالإيمان، وهو ممن لم يقل يوماً
من الدهر، رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين‏.‏وقد زعم الواقدي أن رسول
الله صلَّى الله عليه وسلَّم بعث علي ابن أبي طالب في ربيع الآخر من سنة
تسع إلى بلاد طيء، فجاء معه بسبايا فيهم أخت عدي بن حاتم، وجاء معه
بسيفين كانا في بيت الصنم، يقال لأحدهما‏:‏ الرسوب، والآخر‏:‏ المخذم،
كان الحارث ابن أبي سمر قد نذرهما لذلك الصنم‏.‏
قال البخاري رحمه الله‏

رد مع اقتباس