بــــــــوح الأقــــلام 21
ولما عزموا على الخروح ذكروا ما بينهم وبين بني كنانة من الحرب
فتبدى لهم إبليس في صورة سراقة بن مالك المدلجي وكان من أشراف
بنى كنانة فقال لهم : لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم
من أن تأتيكم كنانة بشئ تكرهونه فخرجوا والشيطان جار لهم لا يفارقهم
فلما تعبؤوا للقتال ورأى عدو الله جند الله قد نزلت من السماء فر ونكص
على عقبيه فقالوا : إلى أين يا سراقة ؟ ألم تكن قلت : إنك جار لنا
لا تفارقنا ؟ قال : إنى أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب
وصدق في قوله : إني أرى ما لا ترون وكذب في قوله : إني أخاف الله
وقيل : كان خوفه على نفسه أن يهلك معهم وهذا أظهر
من كتاب //زاد المعاد// لابن القيم رحمه الله
_فربما صحَّتِ الأجسامُ بالعللِ_
ذكر أهلُ السيِّرِ : أن رجلاً أصابه الشللُ ، فأُقعد في بيته ، ومرتْ عليه
سنواتٌ طوالٌ من المللِ واليأسِ والإحباطِ ، وعَجَزَ الأطباءُ في علاجِه ،
وبلَّغوا أهله وأبناءه ،وفي ذات يومٍ نزلتْ عليه عقربٌ من سقفِ منزلِه
ولم يستطعْ أن يتحرك من مكانِه ، فأتتْ إلى رأسِه وضربتْه برأسِها
ضرباتٍ ولدغتْه لدغاتٍ ، فاهتزَّ جسمُه من أخمصِ قدميه إلى مشاشِ
رأسِه ، وإذا بالحياةُ تدبُّ في أعضائِه ، وإذا بالبُرءِ والشفاء يسير
في أنحاءِ جسمِه ، وينتفضُ الرجلُ ويعودُ نشيطاً ، ثم يقفُ على قدميه
، ثم يمشي في غرفتِه ، ثم يفتحُ بابه ، ويأتي أهله وأطفاله ، فإذا الرجلُ
واقفاً ، فما كانوا يصدِّقون وكادوا من الذهول يُصعقون ، فأخبرهم الخَبَرَ .
فسبحان الذي جعل علاج هذا الرجلِ في هذا !!
من كتاب لا تحزن/ للداعية الرائع عائض القرني
للتصور الإسلامي خصائصه المميزة، التي تفرده من سائر التصورات،
وتجعل له شخصيته المستقلة، وطبيعته الخاصة، التي لا تتلبس بتصور
آخر، ولا تستمد من تصور آخر.هذه الخصائص تتعدد وتتوزع، ولكنها
تتضام وتتجمع عند خاصية واحدة، هيالتي تنبثق منها وترجع إليها
سائر الخصائص .. خاصية الربانية..
من كتاب خصائص التصور الإسلامي ومقوماته//
يقول ابنُ عباسٍ متحدِّثاً بنعمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ :
فيَّ ثلاثُ خصالٍ : ما نزل غيثٌ بأرضٍ ، إلاَّ حمدتُ الله وسُررتُ بذلك ،
وليس لي فيها شاةٌ ولا بعيرٌ . ولا سمعتُ بقاضٍ عادلٍ ، إلاَّ دعوتُ الله له ،
وليس عنده لي قضيَّةٌ . ولا عَرَفتُ آيةً منْ كتابِ اللهِ ، إلاَّ ودِدتُ أنَّ الناس
من كتاب لا تحزن/ للداعية الرائع عائض القرني
ارض الفطرة رحبة قابلة لما يغرس فيها فان غرست شجرة الايمان
والتقوى أورثت حلاوة الابد وان غرست شجرة الجهل والهوى فكل
الثمر مر ارجع الى الله واطلبه من عينك وسمعك وقلبك ولسانك
ولا تشرد عنه من هذه الأربعة فما رجع من رجع اليه بتوفيقه الا منها
وما شرد من شرد عنه بخذلانه الا منها فالموفق يسمع ويبصر ويتكلم
ويبطش بمولاه والمخذول يصدر ذلك عنه بنفسه وهواه
من كتاب الفوائد /لابن القيم رحمه الله