التراب هو التراب لا قيمة له
ولكن كيف تصنع من هذا التراب ذهباً كيف ذلك ؟
الأمر سهل جِـداً تعمد إلى أعمالكٍ اليومية المعتادة التي هي بمثابة
التراب فتجعليها أغلى من الذهب لتتحوّل إلى كِفّة الحسنات .
بصلاح النية تُصبح العادات عبادات بل إن المسلم يؤجر أو يؤزر
على نيّـته فربما بلغ العبد الدرجات العُلى وكُتِب له من العمل ما لا يبلغه
بعمله بِحُسن نيّـته وربما كُتبت عليه الآثام والأوزار التي لم يعملها بسبب
( إنما الدنيا لأربعة نفر عبد رزقه الله عز وجل مالا وعلما
فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله عز وجل فيه حقّه
قال : فهذا بأفضل المنازل .وعبد رزقه الله عز وجل علما
ولم يرزقه مالا فهو يقول : لو كان لي مال عملت بعمل فلان
قال فأجرهما سواء .وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو
يخبط في ماله بغير علم لايتقي فيه ربه عز وجل ولا يصل فيه
رحمه ولا يعلم لله فيه حقه فهذا بأخبث المنازل .وعبد لم يرزقه
الله مالا ولا علما فهو يقول : لو كان لي مال لعملت بعمل فلان
قال : هي نيته فوزرهما فيه سواء )
رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما
وقال الترمذي حديث حسن صحيح .
ولما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم
من غزوة تبوك فدنا من المدينة
( إن بالمدينة أقواماً ما سرتم مسيراً
ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معـكم .
قالوا : يا رسول الله وهم بالمدينة ؟
قال : وهم بالمدينة حبسهم العذر )
رواه البخاري من حديث أنس رضي الله عنه
ورواه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه .
وإذا تعاهد المسلم نيّـته كُتب له الأجر فيما يأتي وفيما يذر وأصبحت أعماله
اليومية في كفّة الحسنات .انظروا ياخواتي في الله إلى حال الصحابة
كيف كانوا يحتسبون الأجر ويطلبونه حتى في أعمالهم اليومية المعتادة .
فما عليكِ سوى أن تتعاهدوا علي نيتكم وأن تُعالجهوا حتى يكون
القصد هو وجه الله والدار الآخرة في أكلكِ في شربكِ
في نومكِ في يقظتكِ .إلخ .
إني لأحب أن تكون لي نيّة في كل شيء
إنْوِ في كل شيء تريد الخير حتى خروجك
إلى الكناسة يعني في قضاء الحاجة .
رأيت الخير كله إنما يجمعه حسن النية
وكفاك بها خيراً وإن لم تنصب يعني وإن لم تتعب .
والبِرّ همّة التقي ولو تعلّقت جميع جوارحه
بِحُبِّ الدنيالَرَدّتْه يوماً نيّته إلى أصله .
من نيتي لأنها تنقل بعليّ .
تخليص النية من فسادها أشدّ
على العاملين من طول الاجتهاد .
قال : ففكر هنيهة ثم قال : امْضِ .
وعن مطرف بن عبد الله قال :
وصلاح العمل بصلاح النية .
من سَرّه أن يكمل له عمله فليحسن نيته
فإن الله عز وجليأجر العبد إذا حسن نيته حتى باللقمة .
رُبّ عمل صغير تعظِّمه النية
ورُبّ عمل كبير تصغره النية .
لا يصلح العمل إلا بثلاث : التقوى لله
إنما يريد الله عز وجل منكِ نيتكِ وإرادتكِ .
بهذه الطريقة تُحوّل التراب إلى (ذهب)
نعم بهذه الطريقة تُحوّل التراب إلىٌ (ذهب)
[ الآثار المتقدمة عن بعض السلف نقلا
للإمام الحافظ ابن رجب رحمه الله ]
الفقير إلى الله عبد العزيز