{ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى }
عندما نتأمل في الأسماء الحسنى لله تعالى فينبغي أن لا نقتصر على مجرد
الدراسة العلمية العقدية بل لابد من النظر إلى الفوائد التربوية والإيمانية.
المراقبة في التعبد لله بهذه الأسماء:
" الرقيب - العليم - الحفيظ - الشهيد - المحيط - السميع - البصير ".
علم القلب بقرب الرب. وهي دليل على الوصول إلى مقام الإحسان
{ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ }
من تحقق في المراقبة خاف على فوات لحظة من ربه لا غير.
من راقب الله في خواطره عصمه في حركات جوارحه.
خلوص السر والعلانية لله تعالى.
- أنت تسير إلى الله فلابد من أمور:
3- لا يلتفت قلبك إلى سواه.
- عندما ينادي منادي الصلاة هل تبادر إلى المسجد لتكون
{ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ }
- عندما ينادي منادي الصدقة وعندك المال هل تبادر لتفوز بالأجر
الذي قال الله في شأن أهله:
{ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا }
- عندما يشتد الحر وتتذكر فضل الصيام
فهل تجاهد نفسك على ذلك لتفوز بباب الريان؟!.
- قبل أن تنام أما تذكرت فضل قيام الليل لتفوز
{ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ }
- تحتاج إلى نور المراقبة:
عندما تبدأ خواطر الشيطان لفعل المعاصي فحينها تتذكر الله فتتركها،
وعندما تنتهي من المعصية وتتذكر الله حينها تندم وتبكي على جريمتك.
نحرص على عمارة أوقاتنا بما ينفع، وتحتاج إلى المراقبة
عندما يصيبك الفتور في الدعوة إلى الله وخدمة الدين.
- ما أجمل المراقبة قبل القيام بأي عمل،
وسؤال النفس هل هو لله أم لغيره ؟.
أثناء العمل وحفظ العمل أن تدخله شوائب الدنيا.
عندما تنتهي من العبادة ويرى الله في قلبك الافتقار والانكسار واحتقار النفس.
- تحتاج المراقبة في العمل الوظيفي هل تؤديه على الوجه المطلوب ؟
وهناك من يتساهل في السرقات المالية في بعض الدوائر الحكومية..
فأين مراقبة الله؟! وهناك من يقصر في تأدية المعاملات وخدمة الناس.
- وذلك العابد يحتاج إلى المراقبة عندما يدخل عليه الشيطان من باب
العجب والافتخار لكي يُحبط عمله وهو لا يشعر، عندما يستشعر العابد
{ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا }
قاعدة: حفظ العمل أخطر من فعل العمل.
- وذلك العابد يحتاج إلى المراقبة عندما يثني عليه الناس ويمدحونه
ويقدرونه لأجل عبادته وطاعته.
( لا يدخل أحد منكم الجنة بعمله قالوا: ولا أنت يا رسول الله ؟
قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته )
في البيت في إصلاح الأبناء وتربيتهم في عدم إدخال أجهزة الفساد
إلى البيت ونحتاج إلى نور المراقبة في حسن الخلق مع الزوجة والعشرة.
وكذلك عند العدل في التعامل بين الزوجات لمن كان عنده زوجة ثانية.
عندما تتعب في أي عبادة فقل: يا نفس اصبري
فإن الله رآك وأنت تتعبين لأجل رضاه.
- ونحتاج إلى نور المراقبة مع العمال والموظفين:
وذلك في إعطائهم حقوقهم وعدم ظلمهم وإهانتهم وعدم ضرب
الخادمات وعدم النظرة بشهوة للخادمة.
- نحتاج إلى المراقبة في تطهير القلب
من محبة غير الله تعالى، وعدم التعلق بالصور والعشق للنساء،
وفي تطهير القلب من أمراض الحسد والبغضاء الذي دخل
وفي عمارة القلب بالخشوع والخضوع والإخبات بين يدي الله تعالى،
وفي تصفية القلب من التعلق بالدنيا والجري وراءها، وصرف التعلق
إلى الآخرة وما فيها من النعيم، وعند القيام إلى الصلاة ومجاهدة النفس
على حضور القلب وخشوع الروح.
- وتلك المرأة تحتاج إلى نور المراقبة في هذه الأحوال:
قبل أن تخرج من البيت هل لبست الحجاب الشرعي فالله يراها..
عندما تخرج إلى السوق وترى الرجال وتنظر لهم
{ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ }
عندما تكون لها علاقة محرمة مع شاب أما تذكرت أن الله يراها ويعلم
بما يجري بينهما.. عندما تقعين في حب مع فتاة وينتج " الإعجاب"
أما تستحي من نظر الله لك وقد وقعت في ذلك الحب المحرم.
وتلك المرأة: التي قصرت في الدعوة إلى الله ومناصحة النساء أما فكرت
في " نظر الله لها " وأنها لا تبالي بمبدأ الدعوة إلى الله تعالى؟!.
وتلك التي وقعت في " النمص " وقد غيرت خلق الله واستجابت لداعي
الشيطان ياحسرتاه أن تفكري في جمالك عند النساء ونسيت جمالك
عند الله الذي يراك وقد فعلت تلك المعصية.
وتلك التي لا تبالي في صرف المال في أمور لا تنفعها كالأزياء والأدوات
التي تستطيع الاستغناء عنها، هل راقبت الله قبل صرفها لذلك المال؟!.
وتلك المرأة التي تسخر ببعض النساء اللاتي فيهن بعض العيوب "
قصيرة – كبيرة الوزن " هل راقبت الله قبل أن تنطق بتلك الكلمات.
- وذلك الشاب يحتاج إلى المراقبة:
في بيته عندما يخلو بنفسه وتتحرك شهوته لفعل العادة السرية، وعندما
يدخل المستشفى وتمر الممرضات أمامه فهل يغض بصره
وعندما يصعد على درج الطائرة وإذا بالمضيفة تستقبله
عند باب الطائرة فهل يحذر من النظر لها؟.
ونحتاج إلى نور المراقبة في البيع والشراء؛ لكي نتصف بالسماحة
والرحمة ولكي لا نغش ولا نخدع ولكي لا نحسد زميلنا لأن عنده مال أكثر.
وأنت مريض راقب الله الذي قدر عليك فلا يرى في قلبك إلا الصبر والتوكل
وتفويض الأمر إليه واليقين به والتضرع بين يديه.