الموضوع: الإحسان
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-03-2014, 11:28 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

{ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى *
وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى *فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى }
[ سورة الليل ]
أيها الأخوة:
هذا موضوع الإحسان، جزاؤه الجنة،
{ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ }
الجنة، والجنة:
( فيها ما لا عين رأتْ ولا أذن سمعتْ، ولا خطَر على قلبِ بَشَرْ )
[أخرجه البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة]
أي دائرة المرئيات محدودة، يقول: أنا زرت مثلاً مكة المكرمة، زرت
بيروت، زرت لندن، زار سبع مدن، بل مئات، بل ألوف المدن في العالم،
لكن يسمع بها في الأخبار، كوالالمبور عاصمة ماليزيا، هذه مدينة سمع
بها، أما هناك مدينة رآها، دائرة محدودة أما المسموعات كبيرة جداً،
أما الخواطر ليس لها نهاية.
أسعد إنسان على وجه الأرض من وصل إلى رضوان الله :
{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }
[ سورة القيامة]
وفي آية أخرى:
{ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ }
[ سورة التوبة الآية: 72]
صار في جنة:
{ وَحُورٌ عِينٌ }
[ سورة الواقعة]
وفيها:
{ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ }
[ سورة الإنسان]
وفيها من كل شيء، وفوق ذلك النظر إلى وجه الله الكريم، وفوق ذلك:
{ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ }
أية حركة في الأرض يمكن أن توصف بأنها إحسان أو إساءة :
أيها الأخوة،
{ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ }
الآن دقق:
{ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ }
[ سورة يونس الآية: 26]
دائماً المحسن عزيز، أدى عمله بالتمام والكمال،
تأخر جاءه توبيخ بقي شهراً منزعجاً،
{ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ }
قانون العزة أن تكون محسناً، طبيب محسن، صانع محسن، تاجر محسن،
أب محسن، زوج محسن، الكلمة واسعة جداً، أية حركة في الأرض يمكن
أن توصف بأنها إحسان أو إساءة. الآن
{ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ }
في هذه الدنيا حسنة، صار:
{ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ }
[ سورة الرحمن]
جنة في الأرض، وجنة في يوم القيامة، جنتان، وفي الدنيا جنة
من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة، والدليل:
{ وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ }
[ سورة محمد]
في الدنيا، ذاقوا طعمها.
كل شيء يدل على الله أما الامتحان فلتربية الناس :
لذلك بقلب المؤمن من الطمأنينة، والسعادة، والسكينة، ما لو وزع على
أهل بلد لكفاهم.الآن لو نحن أنشأنا مدرسة بأعلى مستوى من التدريس
بأعلى مستوى من المدرسين، المناهج، الكتب، وسائل الإيضاح، المخابر
هذه المدرسة أجرينا فيها امتحاناً، المفروض أن ينجح كل الطلاب
الامتحان لا من أجل أن نفرز الناجح من الراسب، لا، من أجل أن نرتب
الناجحين فقط.لأن الله عز وجل أعطانا كل شيء، الكون ينطق بوجود الله،
ووحدانيته، وكماله، الكتب، الأنبياء، المعاملة اليومية، الحوادث، كل
شيء يدل على الله، المفروض أن ينجح جميع الخلق، أما الامتحان
لترتيبهم، الآية:
{ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً }
[ سورة الملك]
المعنى دقيق جداً، الامتحان من أجل ترتيب الناجحين فقط، أما حينما
يرسب الإنسان، يكون بعيداً عن أن يكون منطقياً، يكون بعيداً عن أن
يفكر بعد الأرض عن السماء.ودائماً وأبداً الخير يجلب الخير، والإحسان
يقود إلى الإحسان، لكن الله جل جلاله كافأ المحسن بالزيادة.
{ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ }
[ سورة البقرة]
من بذل شيئاً في سبيل الله شجعه الله وكافأه في الدنيا قبل الآخرة :
والله أيها الأخوة، معي قصص لا تنتهي، عن إنسان بذل فجاء جواب الله
في الدنيا قبل الآخرة، أعطاه أضعافاً مضاعفة.قال لي إنسان: أنا كل
طموحي أن آخذ مشروعاً فقط بمئة و خمسين مليوناً، وأعمل عملاً لوجه
الله، وسيكلفه العمل سنتين، ولوجه الله، قال لي: الله كافأني بمشروع يقدر
بمليار ومئتي مليون:
{ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ }

رد مع اقتباس