وشبه الله ذلك
{ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ
فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً }
[ البقرة : 264 ]
كذلك عمل ألمان يضمحل
( مثل المطر الذي يزيل التراب على الصفا الأملس)
4- ومن المحبطات
رفع الصوت والجهر بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم :
{ لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ
وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ
أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ }
[ الحجرات : 2 ]
فكيف بمن رد كتاب الله وسنة رسوله ؟
ولذلك قال العلماء : من تسور على كتاب الله ورسوله براية وعقله
فهو ضال منهم من رد الأحاديث الصحيحة والصريحة وأنكرها ورفضها
ومنهم من أولها تأويلا أدى إلى تعطيلها .
5- ومن محبطات التالي على الله كقول احد :
والله لا يغفر الله لفلان أو الحكم على الناس بجنة أو نار بدون نص
فينبغي لمن نصح نفسه الابتعاد عن الحكم على الناس
فلا تنصب نفسك حكما عليهم
اخرج الإمام احمد و أبو داود وصححه العراقي في الحياء
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم :
( كان رجلانِ في بني إسرائيلَ مُتؤاخِيَينِ، فكان أحدُهما يذنب،
والآخرُ مجتهدٌ في العبادة،
فكان لا يزال المجتهدُ يرى الآخرَ على الذنبِ فيقول : أَقصِرْ .
فوجده يومًا على ذنبٍ فقال له : أقصِر .
فقال : خلِّني وربي أبعثتَ عليَّ رقيبًا ؟
فقال : واللهِ ! لا يغفر اللهُ لك – أو لا يدخلُك اللهُ الجنةَ !
– فقبض أرواحَهما، فاجتمعا عند ربِّ العالمين،
فقال لهذا المجتهدِ : كنتَ بي عالما، أو كنتَ على ما في يدي قادرًا ؟
وقال للمذنب : اذهبْ فادخلِ الجنةَ برحمتي،
وقال للآخرِ : اذهبوا به إلى النارِ )
قالَ أبو هريرةَ : والَّذي نفسي بيدِهِ لَتكلَّمَ بكلمةٍ أو بَقت دنياهُ آخرتَه )
وروى مسلم في صحيحة :
عن جندب البجلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(أن رجلا قال : والله ! لا يغفر الله لفلان ،
وأن الله تعالى قال : من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان ؟
فإني قد غفرت لفلان , وأحبطت عملك)
معاني الكلمات :
يتألى : أي يحلف .
والآلية على وزن غنية : اليمين.
قال النووي :
[ هذا الحديث فيه دلالة على أن الله قد يغفر الذنوب بلا توبة
فإذا شاء الله غفرها بلا سبب]
وقال الألباني :
[ وفيه دليل صريح أن التالي على الله يحبط العمل]
قال الإمام ابن دقيق العيد :
[ أعراض الناس حفرة من حفر النار لا أحب الوقوف على شفيرها]
وفي الصحيحين عن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( إنَّ العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ ما يتبيَّنُ فيها،
يزِلُّ بها في النارِ أبعدَ ما بينَ المشرقِ والمغربِ )
واخرج الإمام احمد والترمذي أبي هريرة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إنَّ الرجُلَ لَيتكلَّمُ بِالكلِمَةِ لا يَرى بِها بَأسًا ،
يَهوِي بِها سَبعينَ خَريفًا في النارِ )
واخرج الألباني عن بلال بن الحارث
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ,
ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت, يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه )
6- ومن محبطان الأعمال فساد الطوية
وعن ثوبان رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( أَعلَمنَّ أقوامًا من أمتي يأتون يومَ القيامةِ
بأعمالٍ أمثالِ جبالِ تِهامةَ بيضاءَ ، فيجعلها اللهُ هباءً منثورًا
قال ثوبانُ : يا رسولَ اللهِ ! صِفْهم لنا ، جلِّهم لنا ؛
لا نكون منهم ونحن لا نعلمُ . قال : أما إنهم إخوانُكم ،
ومن جِلْدَتِكم ، ويأخذون من الليلِ كما تأخذون ،
ولكنهم قومٌ إذا خَلوا بمحارمِ اللهِ انتهكُوها )
[ رواه ابن ماجه - ورواته ثقات : 2346
صححه الألباني في " صحيح ابن ماجه –
( صحيح ) (الترغيب والترهيب ) ]
وفي رواية الحلية :
( ولكن كانوا إذا عرض لهم شيء من الحرام وثبوا عليه )
ولكن كيف نجمع هذا الحديث مع حديث أَبِو هُرَيْرَةَ
قَال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
( كلُّ أمَّتي مُعافًى إلَّا المُجاهِرينَ ،
وإنَّ منَ المُجاهرةِ أن يعمَلَ الرَّجلُ باللَّيلِ عملًا ،
ثُمَّ يصبِحَ وقد سترَه اللَّهُ ،
فيقولَ : يا فلانُ ، عمِلتُ البارحةَ كذا وَكذا ،
وقد باتَ يسترُه ربُّهُ ، ويصبِحُ يَكشِفُ سترَ اللَّهِ عنهُ )
[ رواه البخاري ( 5721) ومسلم ( 2990) ]
أما حديث ثوبان فالذي يعصي في السر على مراتب :
منهم من يعصي مع وجود الاستخفاف فهم في السر لا يرجون لله وقاراً ،
ولا يخافون من الله سبحانه وتعالى ،
بخلاف من يفعل المعصية في السر وقلبه منكسر
وهو يمقت نفسه وكاره لهذه المعصية لكن غلبته شهوته
فهذا الحديث – أي : حديث ثوبان - ليس على إطلاقه ،
وإنما المراد به : من كانت عنده الجرأة - والعياذ بالله - ،
والاستخفاف بحدود الله وعدم تعظيم الله .