عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-07-2014, 12:51 AM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

فكل شيء لا يقع من العبد إلا بقدر الله . الماضي الذي سبق به علمه ،
وثبت في الصحيح عن عبد الله بن عمر
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
( إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض
بخمسين ألف سنة ، وعرشه على الماء )
وقال صلى الله عليه وسلم :
( كل شيء بقدر حتى العجز والكيس )
رواه مسلم في الصحيح
كله بقدر ، فأنت مخير ومسير جميعا ، مخير لأنه لك إرادة ومشيئة
وعمل باختيارك ، تفعل هذا وهذا ، تفعل الطاعة باختيار ، تصلي باختيار
وتصوم باختيار ، تقع المعصية منك باختيار من الغيبة ، أو النميمة ،
أو الزنى ، أو شرب المسكر ، كله باختيار منك وفعل وإرادة ، تبر والديك
باختيار ، وتعقهما كذلك ، فأنت مأجور على البر ومستحق للعقاب على
العقوق ، وهكذا تثاب على الطاعات ، وتستحق العقاب على المعاصي ،
وهكذا تأكل وتشرب ، وتذهب وتجيء ، وتسافر وتقيم ، كله باختيار ،
فهذا معنى كونك مخيرا ، ومسير يعني : أنك لا تخرج عن قدر الله ،
هو الذي يسيرك سبحانه وتعالى له الحكمة البالغة فكل شيء
لا يخرج عن قدر الله ، والله ولي التوفيق .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
س: لا أدري هل يجوز أن أسأل مثل هذا السؤال أم لا ؟
هل الإنسان مخير أو مسير في هذه الحياة ؟ وجزاكم الله خيرا .
ج_الإنسان مخير ومسير جميعا ؛ مخير له الأعمال وله عقل وتصرف وله
سمع وبصر يختار الخير ويبتعد عن الشر يأكل ويشرب باختياره ، يجتنب
ما يضره باختياره يأتي ما ينفعه باختياره ، وإنه مسير بأنه لا يتعدى قدر
الله يقول سبحانه :
{ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ }
قال تعالى :
{ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ }
{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ }
فله مشيئة وله اختياره :
{ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }
{ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ }
له فعل وله اختيار ، وله إرادة ،
يقول سبحانه :
{ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ }
ويقول جل وعلا :
{ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }
فمشيئة الله نافذة وقدره نافذ ، فهو من هذه الحيثية مسير لا يخرج
عن قدر الله ، وهو مع ذلك مخير له فعل وله مشيئة وله إرادة ، يأتي
الخير بإرادته ويدع الشر بإرادته ، يأكل بإرادته ، ويمسك بإرادته ،
يسافر بإرادته ، ويقيم بإرادته ، يخرج إلى السيارة وغيرها بإرادته ،
يجلس بإرادته ، ولهذا يستحق العقاب على المعاصي ، ويستحق الثواب
على الطاعات ، له اختيار وله فعل مثاب على صلاته وعلى صومه
وصدقاته وطاعاته لله وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ومثاب على
هذا إذا فعله لله يستحق العقاب على معاصيه ؛ من الزنى ، من التهاون
بالصلاة ، ومن أكل الربا والغيبة والنميمة إلى غير هذا ، وله فعل وله
اختيار ، ولكن بفعله واختياره لا يسبق مشيئة الله ولا يخرج عن قدر الله .
س: هل الإنسان مسير أم مخير ؟
ج_هو مخير ومسير ، هو مخير
كما قال الله تعالى :
{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }
، وقال تعالى :
{ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ }
فهو مسير من جهة أن قدر الله نافذ فيه ، وأن الله قد سبق فيه علمه ،
كل ما يفعله العباد قد قدر الأمور وقضاها وكتبها عنده ، ولكن أعطى العبد
عقلا وسمعا وبصرا واختيارا وفعلا ، فهو يعمل ويكدح بمشيئته وإرادته
، ولكنه بذلك لا يخرج عن مشيئة الله ، ولا عن قدر الله السابق
، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة رضي الله عنهم الاختيار واستدل
بقوله تعالى :
{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }
، واستدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول : بأنه يكتب
على كل إنسان وهو في بطن أمه عمله شقي أم سعيد
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
س_وقرأت في بعض الكتب بأن الإنسان مخير في أعماله بدليل
قول الله تعالى : اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فأنا الآن في حيرة
فما هو القول الصحيح ؟
ج: أهل السنة والجماعة على أن العبد مخير ومسير ، لا يخرج عن قدر
الله ، والله أعطاه سبحانه العقل يتصرف يأكل ويشرب ، ويعمل ويأمر
وينهى ، يسافر ويقيم له أعمال ،
كما قال تعالى :
{ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }
فجعل لهم مشيئة ، فقال :
{ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ }
وقال :
{ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }
{ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }
فالعباد لهم أفعال ، يأمرون وينهون ، ويسافرون ويقيمون ، ويصلون
وينامون ، ويعادون ويحبون ، لهم أعمال لكنهم لا يخرجون عن قدر الله ،
الله قدر الأشياء في سابق علمه سبحانه وتعالى ، لا يخرجون عن قدر الله
، لكن ليسوا مجبورين ، بل هم مختارون ، لهم اختيار ولهم عمل ،
لهذا خاطبهم الله وأمرهم ونهاهم ، وأخبر عن أعمالهم :


التعديل الأخير تم بواسطة adnan ; 01-07-2014 الساعة 12:57 AM
رد مع اقتباس