الأربعين النووية: جَوَامع الخَيْرِ
1- واجبات المسلم نحو أخيه المسلم
4- الشفاعة لمن وقعت منه معصية
5- التعاون بين المسلمين وعون الله تعالى لهم
7- حكم طلب العلم : أ- " فرض عين ، ب - فرض كفاية "
8- التحذير من ترك العمل بالعلم
10- الإخلاص في طلب العلم و ترك المباهاة به
13- إنسانية الإسلام وعدالته
14- ولاية الإيمان والعمل لا ولاية الدم والنسب
عن أبي هُرَيْرَة رضي اللهُ عنه ،
عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قال:
( مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً
من كُرَبِ يوْمِ القيامَةِ ، ومَنْ يَسَّرَ على مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللهُ عليه
في الدنْيا والآخِرَةِ ، واللهُ في عَوْنِ الْعَبْدِ ما كانَ الْعَبْدُ في عَونِ
أخيهِ . و مَنْ سلك طَريقاً يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْماً سَهَّلَ اللهُ له بِهِ طَرِيقاً
وَمَا اجتَمَعَ قَوْمٌ في بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ ويَتَدَارَسُونَهُ
بَيْنَهُمْ ، إلا نَزَلَتْ عليهمُ السَّكِينَةُ ، وغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وحَفَّتهُمُ
المَلائِكَةُ، وذَكَرَهُمُ اللهُ فيمَنْ عِنْدَه . وَمَنْ بَطَّأ بِه عَمَلُهُ لمْ يُسْرِعْ به نَسَبُهُ ) .
رَواه بهذا اللَّفظ مسلم .
الشدة العظيمة التي تُوقع من نزلت فيه بغم شديد .
المعسر: من أثقلته الديون وعجز عن وفائها ، و التيسير عليه مساعدته
على إبراء ذمته من تلك الديون .
بأن رآه على فعل قبيح شرعاً فلم يظهر أمره للناس .
حفظه من الزلات في الدنيا .
مادية كالمشي إلى مجالس العلم وقطع المسافات بينه و بينها .
أو معنوية كالكتابة و الحفظ و الفهم و المطالعة و المذاكرة
و ما إلى ذلك ، مما يتوصل به إلى تحصيل العلم .
بسبب سلوكه الطريق المذكور .
أي يكشف له طرق الهداية و يهيئ له أسباب الطاعة في الدنيا ،
فيسهل عليه دخول الجنة في الآخرة .
يقرأ كل منهم جزءاً منه، بتدبر وخشوع،ويحاولون فهم معانيه
ما يطمئن به القلب وتسكن له النفس .
الإحسان من الله تبارك وتعالى و الفضل و الرضوان .
الملتمسون للذكر، والذين ينزلون البركة والرحمة إلى الأرض .
" ذكرهم الله فيمن عنده " :
باهى بهم ملائكة السماء وأثنى عليهم .
كان عمله الصالح ناقصاً وقليلاً فقصر عن رتبة الكمال .
لا يعلي من شأنه شرف النسب .
إن أفراد مجتمع الإيمان والإسلام أعضاء من جسد واحد، يتحسس
كل منهم مشاعر الآخرين وتنبعث فيه أحاسيسهم، فيشاركهم أفراحهم وأحزانهم.
2- فالحياة ملأى بالمتاعب والأكدار،
وكثيراً ما يتعرض المسلم لما يوقعه في غم وهم وضيق وضنك،
مما يتوجب على المسلمين أن يخلصوه منه،
أ- نصرته وتخليصه من الظلم:
كما قال صلى الله عليه وسلم :
( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال رجل: يا رسول الله ، أنصره
إذا كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً، كيف أنصره ؟ قال: تحجزه
أو تمنعه، من الظلم فإن ذلك نصره )
ولا سيما إذا كان الظلم الذي يوقع عليه بسبب دينه وتمسكه بإسلامه،
من قبل قوم كافرين أو فاسقين مارقين .
{ وَإِنْ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمْ النَّصْرُ }
ب- إقراضه المال إن احتاج إلى المال:
قد يقع المسلم في ضائقة مالية، فيحتاج إلى النفقة في حوائجه الأصلية
من طعام وشراب ومسكن وعلاج ونحو ذلك، فينبغي على المسلمين أن
يسارعوا لمعونته، وعلى الأقل أن يقرضوه المال قرضاً حسناً، بدل أن
يتخذوا عوزه وسيلة لتثمير أموالهم، وزيادتها، كما هو الحال في
{ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا }
( من أقرض مسلماً درهماً مرتين كان له مثل أجر أحدهما لو تصدّق به )
بل قد يفوق أجرُ القرض أجرَ الصدقة،
حسب حال المقترض والمتصدق عليه .
3- كُرَب يوم القيامة والخلاص منها:
( يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد، فيسمعهم الداعي،
وينفذهم البصر، وتدنو الشمس منهم، فيبلغ الناس من الكرب
والغم ما لا يطيقون ولا يحتملون، فيقول الناس بعضهم لبعض:
ألا ترون ما بلغكم، ألا تنظرون من يشفع لكم عند ربكم )
. خرجاه بمعناه في الصحيحين .
وفي خضم هذه الأهوال يتدارك المؤمن عدل الله عز وجل، فيكافئه على
صنيعه في الدنيا، إذ كان يسعى في تفريج كربات المؤمن ، فيفرج عنه
أضعاف أضعاف ما أزال عنهم من غم وكرب :
( من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة
الذي أثقلته الديون وعجز عن وفائها ويكون التيسير عليه بأمرين :
إما بمساعدته لوفاء دينه، أو بالحطِّ عنه من دينه .
إن تتبع عورات المسلمين علامة من علامات النفاق، ودليل على أن
الإيمان لم يستقر في قلب ذلك الإنسان الذي همه أن يُنَقِّب عن مساوئ
الناس ليعلنها بين الملأ. روى الترمذي
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :
صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر، فنادى بصوت رفيع فقال :
( يا معشر من قد أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه ،
لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من
تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته . ومن تتبع الله عورته
. أي منزله الذي ينزل فيه .
الستر على من وقع في معصية
إذا اطلع المسلم على زلة المسلم، فهل يسترها عليه أم يعلنها؟ فإن
هذا يختلف باختلاف أعمال الناس، والناس في هذا على حالتين :
1- من كان مستور الحال : أي لا يعرف بين الناس بشيء من المعاصي ،
فمثل هذا إذا وقعت منه هفوة أو زلة وجب الستر عليه ، ولا يجوز كشف
حاله ولا التحدث بما وقع منه، لأن ذلك غيبة محرمة ، و إشاعة للفاحشة
2- من كان مشتهراً بالمعصية، مستعلناً بها بين الناس : من لا يبالي بما
يرتكب ، ولا يكترث لما يقال عنه، فهذا فاجر مستعلن بفسقه، فلا غيبة له،
بل يندب كشف حالة للناس ، وربما يجب، حتى يتوقوه ويحذروا شره،
وإن اشتد فسقه، ولم يرتدع من الناس، وجب رفع الحالة إلى ولي الأمر
حتى يؤدبه بما يترتب على فسقه من عقوبة شرعية، لأن الستر عليه
يجعله وأمثاله يطمعون في مزيد من المخالفة، فيعيثون في الأرض فساداً،
ويجرون على الأمة الشر المستطير .
4- الشفاعة لمن وقعت منه معصية :
إذا وقعت من المسلم زلة، وكان مستور الحال، معروفاً بين الناس
بالاستقامة والصلاح، ندب للناس أن يستروه ولا يعزروه على ما صدر
منه، وأن يشفعوا له ويتوسطوا له لدى من تتعلق زلته به إن كانت تتعلق بأحد،
فقد قال صلى الله عليه وسلم:
( أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم )
أي تغاضوا عن زلات من عرفوا بالاستقامة والرشد .
5- التعاون بين المسلمين وعون الله عز وجل لهم :
إن المجتمع لن يكون سوياً قويماً، ولن يكون قوياً متماسكاً إلا إذا قام على
أساس من التعاون والتضامن والتكافل فيما بين أفراده، فسعى كل منهم
في حاجة غيره، بنفسه وماله وجاهه، حتى يشعر الجميع أنهم كالجسد الواحد،
وقال صلى الله عليه وسلم :
( إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً )
ولا شك أن أعظم ثمرة يجنيها المسلم من إعانته لأخيه هي ذاك العون
والمدد من الله تبارك وتعالى :
( والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه )