القرآن الكريم فيه إعجازٌ مستمر :
حينما اخترعت مركبات الفضاء، والتقطت منها صور للأرض، وجدوا في
بعض الصور خطاً بين كل بحرين، هو خط تمايز ألوان، فعجبوا،
البحر الأحمر بلون والعربي بلون، البحر الأسود بلون ومرمرة بلون،
الأبيض المتوسط بلون والأطلسي بلون، علماء البحار أرادوا أن
يتأكدوا من صحة هذه النظرية، فنزلوا إلى أعماق البحار، وجاؤوا
بقصاصات من الورق كثيرة، ووضعوها في منطقة التماس، فلم تنتقل
وريقةٌ واحدة إلى البحر الآخر، ولكنها ترجع،
أما نذكر حينها قوله تعالى:
{ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }
نحن أردنا أن نخزِّن ماء الفيجة لهذه المدينة الطيبة، عندنا خزان يكفي
دمشق خمسة أيام فقط، أما حجمه ففلكي، وقد بني تحت الأرض بعمق
أربعمئة متر، بعد الخزان عن سطح الأرض أربعمئة متر نحو العمق،
من أجل أن يقلدوا تخزين الله للماء
{ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ }
حتى نقلِّد تخزين ربنا للماء؛ ماء يظل في الجبل سنوات وسنوات لا يتأثر،
لا تنمو فيه الطحالب، لا يتغير طعمه، ضع ماء في وعاء أياماً عديدة يتغيّر
طعمه، من أجل أن يبقى هذا الماء بطعمٍ طيب،وفيه معادن، خزنه الله
تخزيناً عظيماً، فنحن إذا قلَّدنا تخزين ربنا احتجنا إلى أن نبني مستودعاً
للماء يبعد عن سطح الأرض أربعمئة متر تقريباً. فيا أيها الأخوة؛
هذا الكتاب فيه إعجازٌ مستمر.
كل التقدم العلمي لم يستطع أن يهز آية واحدة
لأنها من عند خالق الأكوان :
{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ
قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ
ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً
وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
هذه معجزةٌ حسية، وحمار سيدنا عزير معجزةٌ حسية، ولكن هذا القرآن
كله معجزة عقلية بيانية، وبإمكانك أن تكتشف كل حين أن هذا كلام الله
عز وجل لأن البشر لا يستطيع أن يأتي بهذا الكلام، تقرأ أنت:
{ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً }
إنسان عاش قبل ألفٍ وأربعمئة عام؛ هناك الخيل، والبغال، والحمير،
لو أن هذا القرآن كلام بشر، لكانت الآية:
{ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً }
فقط، أما إنسان يعيش في هذا العصر؛ هناك طائرات، وهناك طائرات
عملاقة، وبواخر، وحوَّامات، وقطارات، ومراكب فضائية،
{ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ }
إذاً هو كلام الله عز وجل، كل التقدم العلمي لم يستطع أن يهز آية واحدة،
لأن هذه الآيات من عند خالق الأكوان، الذي خلق الأكوان