الحَلال الطَّيِّبُ شَرطُ القَبول
الأربعين النووية : الحَلال الطَّيِّبُ شَرطُ القَبول
2 - كيف يكون العمل مقبولاً
3- كيف يخرج المسلم من الحرام
5- ما يمنع من إجابة الدعاء
عن أبي هُرَيْرَةَ رَضي اللهُ عنه قال:
قاَل رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم :
( إنَ الله طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلا طَيِّباً، وإنَّ الله أَمَرَ المُؤمِنينَ
بِمَا أَمَرَ به المُرْسَلينَ )
{ يا أَيُّها الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيَّباتِ واعمَلُوا صالحاً }
{ يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا كلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ }
ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُل يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ
يا رَبُّ يا رَبُّ ، ومَطْعَمُهُ حَرَامٌ، ومَشْربُهُ حَرَامٌ، وغُذِّيَ بالحَرَامِ،
فأَنَّى يُسْتَجَابُ لهُ )
هذا الحديث من الأحاديث التي عليها قواعد الإسلام ومباني الأحكام ،
و عليه العمدة في تناول الحلال وتجنب الحرام ، وما أعمَّ نفعه وأعظمه
في إيجاد المجتمع المؤمن الذي يحبُّ فيه الفرد لأخيه ما يحب لنفسه،
يكره لأخيه ما يكره لنفسه، ويقف عند حدود الشرع مكتفياً بالحلال
المبارك الطيب، فيحيا هو وغيره في طمأنينة ورخاء .
أي طاهر منزه عن النقائص .
لا يقبل من الأعمال والأموال إلا ما كان خالصاً من المفسدة، أو حلالاً .
"أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين" :
سوَّى بينهم في الخطاب بوجوب أكل الحلال .
جَعْد شعر الرأس لعدم تمشيطه .
غَيَّر الغبار لون شعره لطول سفره في الطاعات كحج و جهاد .
يرفع يديه إلى السماء داعياً وسائلاً الله تعالى .
كيف ومن أين يُستجاب لمن كانت هذه صفته .
يشمل الأعمال و الأموال و الأقوال و الاعتقادات :فهو سبحانه وتعالى
لا يقبل من الأعمال إلا ما كان طيباً طاهراً من المفسدات كلها كالرياء
والعجب .ولا يقبل من الأموال إلا ما كان طيباً حلالاً .ولا يصعد إليه
من الكلام إلا ما كان طيباً،
{ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ }
والمؤمن كله طيب قلبه ولسانه وجسده بما يسكن في قلبه من الإيمان،
وظهر على لسانه من الذكر، وعلى جوارحه من الأعمال الصالحة التي
هي ثمرة الإيمان .كيف يكون العمل مقبولاً طيباً : إن من أعظم ما يجعل
عمل المؤمن طيباً مقبولاً طِيْبُ مَطْعَمِه وحِلّهِ ، وفي الحديث دليل على أن
العمل لا يُقبل إلا بأكل الحلال، وأن الحرام يُفسد العمل ويمنع قَبوله .
وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين،
{ يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً }
{ يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم }
ومعنى هذا أن الرسل وأممهم مأمورون بالأكل من الطيبات التي هي
" لا يقبل إلا طيباً " فالمقصود هنا نفي الكمال المستوجب للأجر والثواب
في هذه الأعمال، مع أنها مقبولة من حيث سقوط الفرض بها من الذمة .
كيف يخرج المسلم من الحرام:
يتخلص المسلم من المال الحرام بعد العجز عن معرفة صاحبه
أو العثور عليه بالتصدق به، والأجر لمالكه .
ومجرد السفر يقتضي إجابة الدعاء،
فقد روى أبو داود وابن ماجه والترمذي
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن : دعوة المظلوم ،
ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده )
و الانكسار من أعظم أسباب إجابة الدعاء .
و هو من آداب الدعاء، روى الإمام أحمد
عن النبي صلى الله عليه و سلم :
( إن الله تعالى حَيِيٌّ كريم ، يستحي إذا رفع الرجلُ إليه
يديه أن يَرُدَّهما صفراً خائبتين )
الإلحاح على الله عز و جل :
و ذلك بتكرير ذكر ربوبيته سبحانه و تعالى .
أشار صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى أن التوسع في الحرام
أكلاً وشرباً ولبساً وتغذية يمنع إجابة الدعاء .
يرشد الحديث إلى الحث على الإنفاق من الحلال،
والنهي عن الإنفاق من غيره .
أن من أراد الدعاء لزمه أن يعتني بالحلال في مأكله
يَقْبَل الله من المؤمنين الإنفاق من الطيب و يُنَمِّيه ، ويُبَارِك لهم فيه .