القلب و العقل و المعركة الطاحنة
من منا لا يواجهه معركة بين قلبه وعقله القلب يريد شيئا والعقل يريد
شيئا آخر كل منهما على رأيه ولا مجال للنقاش والحوار مستبدان عنيدان
كل منهما يريد أن يثبت رأيه وانه هو الأحق باتخاذ القرار
وبين هذه المعارك التي تدور واختلاف أراء العقل والقلب نضيع نحن
وندخل دائرة اليأس والحزن والقهر ونفقد السيطرة على أنفسنا لأننا
لم نستطع أن نتبع احدهما لان كلاهما مبدعان بالإقناع وباختراع الحجج
والبرهان ولا تنتهي هذه المعركة الطاحنة إلا بموت الإنسان ..
لماذا أوردتني هذا المورد؟
و هل باليد حيلة لمن على الحبيب تعود؟
و تقر بذلك و على نفسك تشهد؟
أيستحيي من لديه حسن المقصد؟
لم أدري أيها العنيد أنك ساذج إلى هذا الحد
فكيف الخروج يا من له الذكاء أسند
أنت المسؤول فابحث عن حل و إلا سأرغد و أزبد
بل أنا إذا غضبت ستتعب و تجهد و لن يحلو لك مرقد
أتهددني و تتمرد و أنت من لراحتي أفسد
أنا موطن الأحاسيس و علي الحياة تعتمد
أتقارن نفسك بي و أنا أساوي العسجد
لي أسلحة لا تملكها يا صاحبي فلا تحسد
عن أي أسلحة تتحدث و أنت من القوة مجرد و علي تتمرد
أسلحتي فتاكة للفرحة تفسد و للحياة تنكد...
إذا أحببت ستفرح و إن كرهت ستعيش في كبد، سينفر الناس منك
و بالنعيم لن ترغد، إن كنت عنيدا يا صاحي فأنا أعند، و إن كنت ودودا
فأنا أود و في ميزان القوة أنا أشد، إن لم ترتدع و توقرني رميتك في بئر
قعره من النجم أبعد، هو الحزن يا صاحبي فهل لك عليه جهد، أحب و أكره
أغبط و أحسد، أصفح و أسامح و لكني قد أحقد، إذا عاديتني خسرت
و إذا صادقتني تسعد... أيها العقل أعلم أنك هبة الرحمان و ميزة الإنسان
و لكني مضغة إذا صلحت صلح كل الجسد و إذا فسدت فغيرها أفسد
بل سأصاحبك فما لهذا الإنسان إذا تخاصمنا و كيف سيسعد
فكيف الخروج يا صديقي من هذا المورد
أنا العقل لا يقهرني شيء حين أشمر و أئتزر و للعزم أعقد، فأعني
على نفسك بكثرة الخطى إلى المسجد
أمسك القلب بيد العقل و انصرفا و كل منهما للحب و السكينة ينشد
هذه قصة المضغتين فاحمد الله عليهما أيها الإنسان و له اسجد،
و استخدمهما في طاعته و إياه أعبد