الموضوع: صحة الرواية 5‏
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-30-2014, 10:30 PM
adnan adnan غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
افتراضي

قال جابرٌ :
وقال لعليٍّ : ماذا قلتَ حين فُرِضَ الحجُّ ؟ قال قلتُ : اللهمَّ إني أُهِلُّ بما
أهلَّ به رسولُ اللهِ . قال : فإنَّ معيَ الهديَ فلا تحلُّ ، وامكث حرامًا كما
أنت. قال : فكان جماعةُ الهديِ الذي قدم به عليٌّ من اليمنِ ، والذي
أتى به النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم من المدينةِ مائةَ بدنةٍ. قال : فحلَّ
الناسُ كلُّهم وقصرُوا ، إلا النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ومن كان معه هديٌ .
فلما كان يومُ الترويةِ وجعلنا مكةَ بظهرٍ توجهوا إلى مِنى فأهِلُّوا بالحجِّ
من البطحاءِ قال : ثم دخل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم على عائشةَ
رضيَ اللهُ عنها فوجدها تبكي فقال :
( ما شأنُكِ ؟ )
قالت : شأني أني قد حِضْتُ ، وقد حلَّ الناسُ ولم أحلُلْ ، ولم أَطُفْ بالبيتِ
والناسُ يذهبون إلى الحجِّ الآن ، فقال :
( إنَّ هذا أمرٌ كتبَه اللهُ على بناتِ آدمَ ، فاغتسلي ثم أهِلِّي بالحجِّ
ثم حُجِّي واصنعي ما يصنعُ الحاجُّ غيرَ أن لا تطوفي بالبيتِ
ولا تصلي ففعلتْ )
وفي روايةٍ : فنسكتِ المناسكَ كلَّها غيرَ أنها لمتَطُفْ بالبيتِ وركب رسولُ
اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وصلى بها ( يعني مِنَى ، وفي روايةٍ : بنا )
الظهرَ والعصرَ والمغربِ والعشاءِ والفجرِ . ثم مكث قليلًا حتى طلعتِ
الشمسُ وأمر بقُبَّةٍ له من شعرٍ تُضْرَبُ له بنَمِرَةَ . فسار رسولُ اللهِ
صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ولاتشكُّ قريشٌ إلا أنَّهُ واقفٌ عند المشعرِ الحرامِ
بالمزدلفةِ ويكونُ منزلُه ثم كما كانت قريشٌ تصنعُ في الجاهليةِ – فأجاز
رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم حتى أتى عرفةَ فوجد القُبَّةَ قد ضُرِبَتْ له
بنَمِرَةَ ، فنزل بها . حتى إذا زاغتِ الشمسُ أمر بالقصواءِ فرُحِّلَتْ له ،
فركب حتى أتى بطنَ الوادي . فخطب الناسَ وقال :
( إنَّ دماءَكم وأموالَكم حرامٌ عليكم ، كحُرْمَةِ يومِكم هذا ، في
شهرِكم هذا ، في بلدِكم هذا ألا و إنَّ كلَّ شيٍء من أمرِ الجاهليةِ
تحت قدمي هاتين موضوعٌ ، ودماءُ الجاهليةِ موضوعةٌ ، وإنَّ أولَ
دمٍ أضعُ من دمائِنا دمَ ابنِ ربيعةَ بنِ الحارثِ ابنِ عبدِ المطلبِ –
كان مسترضعًا في بني سعدٍ فقتَلَتْه هذيلٌ - . وربا الجاهليةِ
موضوعٌ ، وأولُ ربًا أضعُ رِبَانَا : ربا العباسِ بنِ عبدِ المطلبِ
فإنَّهُ موضوعٌ كلُّه فاتّقوا اللهَ في النساءِ ، فإنكم أخذتموهنَّ بأمانِة
اللهِ واستحللتُم فروجهنَّ بكلمةِ اللهِ و إنَّ لكم عليهنَّ أن لا يُوطِئْنَ
فُرُشَكُمْ أحدًا تكرهونَه ، فإن فعلْنَ ذلك فاضربوهنَّ ضربًا غيرَ مبرِّحٍ
ولهنَّ عليكم رزقُهُنَّ وكسوتُهُنَّ بالمعروفِ ، و إني قد تركتُ فيكم
ما لن تضلُّوا بعدُ إن اعتصمتُم به كتابَ اللهِ وأنتم تسألون ( وفي
لفظٍ مسؤولونَ ) عني ، فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نشهدُ أنك قد
بلَّغْتَ رسالاتِ ربكَ وأدَّيْتَ ، ونصحتَ لأُمَّتِكَ ، وقضيتَ الذي عليك
فقال بأصبعِه السبابةِ يرفعُها إلى السماءِ ويُنْكِتُها إلى الناسِ :
اللهمَّ اشهد ، اللهمَّ اشهدْ . ثم أذَّنَ بلالٌ بنداءٍ واحدٍ )
ثم أقام فصلى الظهرَ ، ثم أقام فصلى العصرَ ، ولم يُصَلِّ بينهما شيئًا ،
ثم ركب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم القصواءَ حتى أتى الموقفَ
فجعل بطنَ ناقتِه القصواءَ إلى الصخراتِ ، وجعل حبلَ المشاةِ بين يديهِ ،
واستقبلَ القِبلةَ . فلم يزل واقفًا حتى غربتِ الشمسُ وذهبت الصُّفرةُ قليلًا
حتى غاب القرصُ وقال : وقفتُ ههنا وعرفةُ كلُّها موقفٌ وأردف أسامةَ
ابنَ زيدٍ خلفَه . ودفع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ( وفي روايةٍ :
أفاض وعليه السكينةُ : ) وقد شنق للقصواءِ الزمامَ ، حتى إنَّ رأسَها
ليُصيبُ مورِكَ رَحْلَه ويقول بيدِه اليمنى هكذا : وأشار بباطنِ كفِّهِ إلى
السماءِأيها الناسُ السكينةُ السكينةُ . كلما أتى حبلًا من الحبالِ أرخى لها
قليلًا حتى تصعدَ حتى أتى المزدلفةَ فصلى بها فجمع بين المغربِ
والعشاءِ ، بأذانٍ واحدٍ وإقامتينِ . ولم يُسَبِّحْ بينهما شيئًا . ثم
اضطجع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم حتى طلع الفجرُ وصلى الفجرَ
حين تبيَّنَ له الفجرُ ، بأذانٍ وإقامةٍ . ثم ركب القصواءَ حتى أتى المشعرَ
الحرامَ فرقى عليه فاستقبلَ القِبلةَ ، فدعاه ( وفي لفظٍ : فحمد اللهَ ) وكبَّرَه
وهلَّلَه ووحَّدَه . فلم يزل واقفًا حتى أسفرَ جدًّا وقال : وقفتُ ههنا
والمزدلفةُ كلُّها موقفٌ فدفع من جمعٍ قبل أن تطلعَ الشمسُ وعليه السكينةُ
وأردف الفضلَ بنَ عباسٍ – وكان رجلًا حسنَ الشعرِ أبيضَ وسيمًا - ، فلما
دفع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مرَّتْ به ظُعُنٌ تَجْرِينَ ، فطفق الفضلُ
ينظرُ إليهنَّ ، فوضع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يدَه على وجهِ الفضلِ
فحوَّلَ الفضلُ وجهَه إلى الشِّقِّ الآخرِ ، فحوَّلَ رسولُ اللهِ صلَّىاللهُ عليهِ وسلَّم
يدَه من الشقِّ الآخرِ على وجهِ الفضلِ ، يصرفُ وجهَه من الشقِّ الآخرِ
ينظرُ ! حتى أتى بطنَ مُحَسِّرٍ ، فحرك قليلًا وقال :
( عليكم السكينةَ )
ثم سلك الطريقَ الوسطى التي تخرجُ كعلى الجمرةِ الكبرى حتى أتى
الجمرةَ التي عند الشجرةِ ، فرماها ضُحًى بسبعِ حصياتٍ ، يُكبِّرُ مع كلِّ
حصاةٍ منها ، مثل حصى الخذفِ فرمى من بطنِ الوادي وهو على راحلتِه
وهو يقول :
( لِتَأْخُذوا مناسِكَكم ، فإني لا أدري لعلِّي لا أحجُّ بعد حجَّتي هذه )
قال : ورمى بعدَ يومِ النحر في سائرِ أيامِ التشريقِ إذا زالتِ الشمسُ
ولقيَه سراقةُ وهو يرمي جمرةَ العقبةِ ، فقال : يا رسولَ اللهِ ، ألنا هذه
خاصةً ؟ قال :
( لا ، بل لأبدٍ )
ثم انصرف إلى المنحرِ فنحر ثلاثًا وستين بدنةً بيدِه ، ثم أعطى عليًّا فنحر
ما غَبَرَ يقول : ما بقيَ، وأشرَكَه في هدْيِهِ . ثم أمر من كلِّ بدنةٍ ببضعةٍ
فجُعِلَتْ في قِدْرٍ فطُبِخَتْ فأكلا من لحمِها ، وشربا من مَرَقِها وفي روايةٍ قال :
نحر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُعليهِ وسلَّم عن نسائِه بقرةً وفي أخرى قال :
فنحرنا البعيرَ ( وفي أخرى : نحر البعيرَ ) عن سبعةٍ ، والبقرةَ عن سبعةٍ
( وفي روايةٍ خامسةٍ عنه قال : فاشتركنا في الجزورِ سبعةً ، فقال له رجلٌ
: أرأيتَ البقرةَ أيُشْتَرَكُ فيها ؟ فقال ما هيَ إلا من البُدْنِ ) ( وفي روايةٍ :
قال جابرٌ :
كنا لا نأكلُ من البُدْنِ إلا ثلاثَ مِنًى ، فأرخص لنا رسولُ اللهِ ، قال :
( كُلُوا وتزوَّدُوا ) .
قال : فأكلنا وتزوَّدْنا حتى بَلَغْنَا بها المدينةَ وفي روايةٍ : نحر رسولُ اللهِ
صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فحلق وجلس بمنى يومَ النحرِ للناسِ ، فما
يومئذٍ عن شيٍء قُدِّمَ قبلَ شيٍء إلا قال :
( لا حرجَ ، لا حرجَ )
حتى جاءَه رجلٌ فقال : حلقتُ قبلَ أن أنحرَ ؟ قال :
( لا حرجَ )
ثم جاء آخرُ فقال : حلقتُ قبل أن أرمي ؟ قال :
( لا حرجَ )
ثم جاءَه آخرُ فقال : طُفْتُ قبل أن أرمي ؟ قال
( لا حرجَ )
قال آخرُ : طُفْتُ قبل أن أذبحَ ، قال :
( اذبح ولا حرجَ )
ثم جاءَه آخرُ فقال : إني نحرتُ قبل أن أرميَ ؟ قال :
( ارْمِ و لا حرج )
. ثم قال نبيُّ اللهِ :
( قد نحرتُ ههنا ، ومِنَى كلُّها منحرٌ وكلُّ فِجاجِ مكةَ طريقٌ
ومنحرٌ فانحروا من رِحالِكُم )
وقال جابرٌ رضيَ اللهُ عنه :
خَطَبَنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يومَ النحرِ فقال :
(أيُّ يومٍ أعظمُ حُرْمةً ؟ فقالوا : يومُنا هذا ، قال : فأيُّ شهرٍ أعظمُ
حُرْمَةً ؟ قالوا : شهرُنا هذا ، قال : أيُّ بلدٍ أعظمُ حُرْمَةً ؟ قالوا بلدُنا
هذا ، قال : فإنَّ دماءَكم وأموالَكم عليكم حرامٌ كحُرْمَةِ يومكم هذا
في بلدِكم هذا في شهرِكم هذا ، هل بلَّغْتُ ؟ قالوا : نعم . قال :
اللهمَّ اشهدْ )
ثم ركب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فأفاض إلىالبيتِ فطافوا ولم
يطوفوا بين الصفا والمروةِ فصلى بمكةَ الظهرَ . فأتى بني عبدِ المطلبِ
وهم يسقون على زمزمَ فقال :
(انزعوا بني عبدِ المطلبِ ، فلولا أن يَغْلِبَكُمُ الناسُ
على سِقَايَتِكُمْ لنزعتُ معكم )
فناولوهُ دَلْوًا فشرب منهُ .
وقال جابرٌ رضيَ اللهُ عنهُ :
وإنَّ عائشةَ حاضت فنسكتِ المناسكَ كلَّها غيرَ أنها لم تَطُفْ بالبيتِ
قال : حتى إذا طهرت طافت بالكعبةِ والصفا والمروةِ ، ثم قال : قد حللتِ
من حجِّكِ وعمرتِكِ جميعًا قالت : يا رسولَ اللهِ أتنطلقون بحجٍّ وعمرةٍ
وأنطلقُ بحجٍّ ؟ قال :
( إنَّ لكِ مثلَ ما لهم )
فقالت : إني أجدُ في نفسي أني لم أَطُفْ بالبيتِ حتى حججتُ
قال : وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم رجلًا سهلًا إذا هويَتِ الشيءَ
تابعَها عليه قال :
( فاذهب بها يا عبدَ الرحمنِ فأَعْمِرْها من التنعيمِ )
فاعتمرت بعد الحجِّ ثم أقبلت وذلك ليلةَ الحصبةِ
وقال جابرٌ :
طاف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بالبيتِ في حجةِ الوداعِ على راحلتِه
يستلمُ الحجرَ بمحجَنِه لأن يراهُ الناسُ ، وليُشْرِفَ ، وليسألوهُ ، فإنَّ الناسَ
غشُوهُ وقال : رفعت امرأةٌ صبيًّا لها إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم
فقالت يا رسولَ اللهِ ألهذا حجٌّ ؟ قال :
( نعم ، ولكِ أجرٌ )

رد مع اقتباس