حديث من أصبح منكم آمنا في سربه
ما صحة هذا الحديث : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من أصبح منكم آمناً في سربه ، معافى في جسده ،
عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها ) ؟
الحمد لله
هذا الحديث يرويه سَلَمَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِحْصَنٍ الخَطْمِيِّ ،
عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ،
عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)
رواه البخاري في "الأدب المفرد" (رقم/300)
والترمذي في "السنن" (2346)
وقال : حسن غريب .
وقال الشيخ الألباني رحمه الله بعد تخريجه الحديث عن جماعة من الصحابة :
" وبالجملة ، فالحديث حسن إن شاء الله بمجموع حديثي الأنصاري وابن عمر .
و الله أعلم .
انتهى.
"السلسلة الصحيحة" (رقم/2318)
يقول المباركفوري رحمه الله في شرح هذا الحديث :
" قوله : ( من أصبح منكم ) أي : أيها المؤمنون .
( آمناً ) أي : غير خائف من عدو .
( في سِربه ) أي : في نفسه ، وقيل : السرب : الجماعة ،
فالمعنى : في أهله وعياله . وقيل بفتح السين أي : في مسلكه وطريقه ،
وقيل بفتحتين أي : في بيته . كذا ذكره القاري عن بعض الشراح .
وقال التوربشتي
معافى ) اسم مفعول من باب المفاعلة ،
أي : صحيحاً سالماً من العلل والأسقام .
( في جسده ) أي : بدنه ظاهراً وباطناً .
( عنده قوت يومه ) أي : كفاية قوته من وجه الحلال .
( فكأنما حيزت ) : بصيغة المجهول من الحيازة ، وهي الجمع والضم .
( له ) الضمير عائد لـ ( من ) ،
وزاد في " المشكاة " : " بحذافيرها " . قال القاري : أي : بتمامها ،
والحذافير الجوانب ، وقيل الأعالي ، واحدها : حذفار أو حذفور .
والمعنى : فكأنما أعطي الدنيا بأسرها "
انتهى.
"تحفة الأحوذي" (7/11)
وقال المناوي رحمه الله :
" يعني : من جمع الله له بين عافية بدنه ، وأمن قلبه حيث توجه ،
وكفاف عيشه بقوت يومه ، وسلامة أهله ،
فقد جمع الله له جميع النعم التي من ملك الدنيا لم يحصل على غيرها ،
فينبغي أن لا يستقبل يومه ذلك إلا بشكرها ، بأن يصرفها في طاعة المنعم ،
لا في معصية ، ولا يفتر عن ذكره .
قال نفطويه :
إذا ما كساك الدهرُ ثوبَ مصحَّةٍ * ولم يخل من قوت يُحَلَّى ويَعذُب
فلا تغبطنّ المترَفين فإنه * على حسب ما يعطيهم الدهر يسلب
" انتهى.
"فيض القدير" (6/88)
والله أعلم .
هيفولا