لماذا تنظرين إلى من هي دونك
لماذا تنظرين الى من هي دونك في العبادة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق
فلينظر إلى من هو أسفل منه )
( انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم
فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم )
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري شارحاً الحديث الأول :
بفتح الخاء أي الصورة ، ويحتمل أن يدخل في ذلك الأولاد والأتباع
وكل ما يتعلق بزينة الحياة الدنيا
هذا الحديث جامع لمعاني الخير لأن المرء لا يكون بحال تتعلق بالدين
من عبادة ربه مجتهدا فيها إلا وجد من هو فوقه ، فمتى طلبت نفسه
اللحاق به استقصر حاله فيكون أبدا في زيادة تقربه من ربه ولا يكون
على حال خسيسة من الدنيا إلا وجد من أهلها من هو أخس حالا منه .
فإذا تفكر في ذلك علم أن نعمة الله وصلت إليه دون كثير ممن فضل
عليه بذلك من غير أمر أوجبه فيلزم نفسه الشكر ، فيعظم اغتباطه بذلك في معاده .
في هذا الحديث دواء الداء لأن الشخص إذا نظر إلى من هو فوقه لم يأمن
أن يؤثر ذلك فيه حسدا ، ودواؤه أن ينظر إلى من هو أسفل منه
وقد وقع في نسخة عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رفعه قال :
" خصلتان من كانتا فيه كتبه الله شاكرا صابرا : من نظر في دنياه إلى من
هو دونه فحمد الله على ما فضله به عليه ، ومن نظر في دينه إلى من هو
فوقه فاقتدى به " .وأما من نظر في دنياه إلى من هو فوقه فأسف على
ما فاته فإنه لا يكتب شاكرا ولا صابرا .اه
وقال النووي - رحمه الله - في شرحه لحديث
" انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو قوقكم فهو أجدر
أن لا تزدروا نعمة الله عليكم"
معنى ( أجدر ) أحق ، و ( تزدروا ) تحقروا .
هذا حديث جامع لأنواع من الخير ؛ لأن الإنسان إذا رأى من فضل عليه
في الدنيا طلبت نفسه مثل ذلك ، واستصغر ما عنده مننعمة الله تعالى ،
وحرص على الازدياد ليلحق بذلك أو يقاربه . هذا هو الموجود في غالب
الناس .وأما إذا نظر في أمور الدنيا إلى من هو دونه فيها ظهرت له نعمة
الله تعالى عليه ، فشكرها ، وتواضع ، وفعل فيه الخير .اهـ
فيا أمة الله لم تنظرين إلى من هي دونكِ
في العبادة ولا تنظرين إلى من هي فوقك .. فتغترين بنفسك وتمدحينها
لمجرد أنك فضلت على إحداهن ممن ابتليت بذنب أو ضعف في كذا أو كذا
وفي الوقت نفسه تنظرين إلى من هي فوقكِ في الرزق ولا تنظرين إلى من
هي دونك فتشكرين نعمة الله عليكِ ؟؟
نسأل الله أن نكون صادقين مع أنفسنا وأن يجملنا بأحسن الأخلاق