الأخ الزميل / أبـو سـفيان
أدب إسلامي وأخلاقي عام، والأسرار الزوجية أشد خصوصية عن أي أسرار أخرى، سواء كانت تلك الأسرار خاصة بالعلاقة الزوجية أو
بمشكلات البيت، وإفشاء الأسرار بدون دافع قهري من شأنه أن يجهض
الولاء للأسرة عامة وللحياة الزوجية خاصة ويزرع الشكوك والظنون
وانعدام الثقة، كما أن طيران المشكلة خارج البيت يعني استمرارها
واشتعال أوارها، خصوصاً إذا وصلت إلى أهل أحد الزوجين فلن يكون
الحكم عادلاً في الغالب لأنهم يسمعون من طرف واحد،
وقد تأخذهم الحمية تجاه ابنهم أو ابنتهم.
{ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ }
أي حافظات لمواجب الغيب، إذا كان الأزواج غير شاهدين لهن، حفظن ما
يجب عليهن حفظه في حال الغيبة من الفروج والأموال والبيوت
أي بحفظ الله إياهن وعصمتهن بالتوفيق لحفظ الغيب فالمحفوظ
من حفظه الله، أي لا يتيسر لهن الحفظ إلا بتوفيق الله.
وفي الحديث الشريف قال – صلى الله عليه وسلم-:
( خير النساء من تسرك إذا أبصرت، وتطيعك إذا أمرت،
وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك )
ومن فاز بهذه فقد وقع على أعظم متاع الدنيا ..
"مثل المرأة الصالحة لبعلها كالملك المتوج بالتاج المخوص بالذهب
كلما رآها قرت بها عيناه، ومثل المرأة السوء لبعلها كالحمل الثقيل
ومن حفظها لغيبته أن لا تفشو سره، فإن سر الزوج قلما سلم من حكاية
ما يقع له لزوجته لأنها قعيدته وخليلته.
وقال – صلى الله عليه وسلم-:
( إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها،
وأطاعت زوجها، دخلت الجنة )
ومن حفظ السر عدم نشر ما يكون بين الزوجين متعلقا بأمور الجماع
ونحوه، وقد ثبتت أحاديث في تحريم ذلك
منها قوله –صلى الله عليه وسلم-:
( إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل
يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها )
وقوله –صلى الله عليه وسلم-:
( هل منكم رجل إذ أتى أهله فأغلق عليه بابه وألقى عليه ستره
واستتر بستر الله؟ قالوا: نعم. قال: ثم يجلس بعد ذلك فيقول: فعلت
كذا فعلت كذا فسكتوا ثم أقبل على النساء فقال: هل منكن من تحدث؟
فسكتن. فجثت فتاة كعاب على إحدى ركبتيها وتطاولت لرسول الله
–صلى الله عليه وسلم- ليراها ويسمع كلامها فقالت: يا رسول الله!
إنهم ليحدثون وإنهن ليحدثن فقال: هل تدرون ما مثل ذلك؟
إنما مثل ذلك مثل شيطانة لقيت شيطانا في السكة فقضى حاجته
وقد نقل الغزالي رحمه الله رواية عن بعض الصالحين أنه أراد طلاق
زوجته، فقيل له: ما الذي يريبك فيها؟فقال: العاقل لا يهتك سر امرأته،
فلما طلقها قيل له: لم طلقتها ؟ فقال: مالي وامرأة غيري.
الحامل لأحد الزوجين على ذكر أمور الجماع ومتعلقاته قد يكون أحد - كثرة الاجتماعات النسائية سواء بسبب الوظائف أو سمر الجلسات
- الغفلة عن الآثار السلبية المترتبة على هذا الأمر.
- القنوات الفضائية التي كانت سبباً مباشراً في بث الجرأة لدي الكثير
مما يعرض فيها من مشاهد ساقطة وأغان وكلمات بذيئة.
- حب الاستطلاع لدى البعض.
- ظن بعض النساء أنهن بخوضهن في هذا الموضوع يكتسبن
قلوب من حولهن ممن لديهن ميل إليه.
- اعتقاد البعض أنه مجال مفتوح للحصول على ما تود من معلومات
- قلة الإنكار وضعف جانبه من قبل الحاضرات غير المحبذات له.
- عدم طرح المواضيع الهادفة والمسابقات المتنوعة وتوجيه كلمات
النصح وغيرها من وسائل الدعوة في مجالس النساء.
- الوقوع في المحظور الشرعي إذا كان الحديث شخصياً صريحاً. - تشجيع النفوس المريضة على متابعة الأفلام الهابطة والأغاني الماجنة.
- الكذب والتلبيس بسبب كثرة الكلام في الموضوع والتمادي فيه.
- إيقاد نار الغيرة في قلوب المستمعات، وربما أدى ذلك إلى إثارة المشاكل الزوجية.
- جرح مشاعر المرأة التي ليس لديها زوج (الأرملة، المطلقة، العزباء).
- انتشار النصائح الخاصة التي قد لا تصلح للكل مما يؤدي إلى
- الخشية من وصول كلام الزوجة إلى زوجها مما يؤدي إلى
- سقوط هيبة المتحدثة في هذه الأمور المنافية للحياء.
- تأثر الفتيات إما بكره الزواج والخوف من مسئولياته
- تأثر الأطفال بما يسمعون وذلك أن البعض يخوض في الموضوع
بحضرتهم وربما دفعهم ذلك لأمور سيئة.