لا طعم للحياة بدون مشكلات
ولاقيمة لها بدون متاعب ولا أثر لها بدون منغصات تماماً كما أن النهار
لا طعم له بدون ليل والفرح بدون ألم والنجاح بدون التضحية
الحياة أكثر جمالاً وروعة في عيون المتعبين
تجده يسعى ويحفى وقد أضناه التعب ولكن لايلبث أن يرى طفلاً يبتهج
لإحسان قد قدمه له إلا وقد انفرجت كل أساريره وراح كل تعبه ؟؟
والحقيقة ليست هنا الحقيقة شيء ندركه نسعى وراءه
مامعنى أن تكون مهموماً أو حزيناً
ما معنى أن تتألم لكلام يقوله صديق عن صديقه ؟؟ أو تحزن من أجل جار
فقد عزيزاًعليه ما معنى أن تبكي لحادث وقع لإنسان لا تعرفه ؟؟
ما معنى أن يتحرك قلبك لمأساة يعيشها إخوان لك ما معنى كل هذه
معناه أن تضيف لرصيدك الخاص من المشاكل والمتاعب رصيداً جديداً
معناه أنك إنسان ...تعيش الحياة طولاً وعرضاً وبكل معاني الإنسانية التي
أودعهاالله فيك هذا هو الألم الذي يأتي على أحد من البشر ...يداهمه ..
يكاد يحيله جثة خامدة جثة تتنفس ... تتحرك ... لكنها لا تشعر سوى
عن ماهية تصرفنا مع هذا الألم الذي يفترسنا ؟؟ أقابعون مطأطئوا الرأس
مستسلمون فهالكون ؟؟ أم صامدون في وجه الريح فناجون من خضمه وإعصاره ؟؟
هكذا تكون نعمة القدرة على التألم.فالألم .. هو النار التي تصقلنا
النار التي تجعلنا أكثر صفاءًا.النار التي تحول العظم داخلنا إلى ماسٍ
لامعٍ براق هو الأداة الغامضة التي تنبهنا إلى حقيقة أنفسنا الأداة التي
تفتح عيوننا على مواضع خللنا وعيوبنا فنسعى جاهدين على التخلص منها
تلك القوة المبهمة المحركة التي تجعل عقولنا تسيطر على أنفسنا فتجعلنا
نتراجع .نفكر نتصرف بطريقة أخرى نقية صافية
فنحن عندما نعاني نتعذب نتألم نصبح أكثر نضجاً وأكثر قدرة على التحمل
وأكثرعطفاً على الآخرين وأكثر تسامحاً معهم أكثر إحساساً بوطأة آلامهم
إذاً لا طعمـ للحيـاة بدون ألم