على قدر الإخلاص يأتي الخلاص
ماعالجت شيئا أشدّ علي من نيتي لأنها تتقلّب عليّ .
وددت أن الناس انتفعوا بهذا العلم ولم ينسبوا إليّ منه حرفا.
كان عمرو بن قيس إذا غلبه البكاء في مجلس وعظ
أدار وجهه إلى الحائط وقال:
لا يحصل الإخلاص إلا بعد الزهد، ولا زهد إلا بتقوى، والتقوى
باب فضل الدعاء بظهر الغيب:
{ والَّذِينَ جَاءوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ولإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بالإيمَانِ }
لما ذكر الله تعالى السابقين من المهاجرين والأنصار، أثنى على التابعين
منهم بإحسان، بدعائهم للمؤمنين الغائبين عنهم حال الدعاء.
{ واسْتَغْفِرْ لِذنْبِكَ وَلِلْمُؤمِنِينَ والمؤْمِنَاتِ }
أَمَرَهُ الله تعالى بالاستغفار للجميع منهم الحاضرين والغائبين.
وقال تَعَالَى إخْبَارًا عَن إبْرَاهِيمَ صلى الله عليه وسلم:
{ رَبَّنا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤمِنِينَ يَومَ يَقُومُ الحِسَابُ }
كان استغفاره لأبيه أولًا كما قال تعالى:
{ وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ
فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ }
1494- وعن أَبي الدرداء رضي الله عنه:
أنَّه سَمِعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:
( مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلمٍ يدعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ إِلا قَالَ المَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ )
1495- وعنه أنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يقول:
( دَعْوَةُ المَرْءِ المُسْلِمِ لأَخيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ، عِنْدَ رَأسِهِ مَلَكٌ
مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لأَخِيهِ بِخَيْرٍ قَالَ المَلَكُ المُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ،
فضل الدعاء للمسلم بظهر الغيب، وأنه يحصل للداعي مثلها،
وأن دعوته لا ترد، وكان بعض السلف إذا أراد أن يدعوا لنفسه دعا
لأخيه المسلم بتلك الدعوة.