( الحلقة رقم : 512)
{ الموضوع الحادى عشر الفقرة 12 }
ونواصل معكم اليوم الموضوع الحادى عشر من مواضيع دين و حكمة
الحمد لله رب العالمين
و الصلاة والسلام على سيد الأولين و الأخرين
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و من أهتدى بهديه إلى يوم الدين .
{ الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ
وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً
إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ
فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ }
عن أبى هريرة رضى الله عنه :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( ثلاثٌ جِدُّهنَّ جِدٌّ، وَهَزلُهُنَّ جِدٌّ: النِّكاحُ، والطَّلاقُ، والرَّجعةُ )
رواه أحمد، وأبو داود ، وابن ماجه ، والترمذى ، والحاكم
ذهب جمهور الفقهاء من السلف والخلف
إلى أن الطلاق يقع بدون إشهاد
لأن الطلاق من حقوق الرجل ولا يحتاج إلى بينه كى يباشر حقه
ولم يرد عن النبى صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه
ما يدل على مشروعية الإشهاد
الطلاق حق من حقوق الزوج وقد جعله الله بيده
ولم يجعل الله لغيره حقاً فيه
{ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ }
{ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ
فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ }
[ فجعل الطلاق لمن نكح لأنه له الإمساك وهو الرجعة ]
أتى النبى صلى الله عليه وسلم رجل فقال :
( يا رسولَ اللهِ ، سيِّدي زوَّجني أمتَهُ ،
وَهوَ يريدُ أن يفرِّقَ بيني وبينَها ،
قالَ : فصعدَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليْهِ وسلَّمَ المنبرَ ،
فقالَ : يا أيُّها النَّاسُ ، ما بالُ أحدِكم يزوِّجُ عبدَهُ أمتَهُ،
ثمَّ يريدُ أن يفرِّقَ بينَهما ؟َ
إنَّما الطَّلاقُ لمن أخذَ بالسَّاق )
ماذا قال فقهاء الشيعة الإمامية
خالف فقهاء الشيعة الإمامية فقالوا :
[ أن الإشهاد شرط فى صحة الطلاق
واستدلوا بقول الله عز وجل :
{ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ }
أن الظاهر أنه أمر بالإشهاد على الطلاق
وأنه مروى عن أئمة أهل البيت رضوان الله عليهم
وأنه للوجوب وشرط فى صحة الطلاق .
بفضل الله وحمده إنتهينا من هذا الموضوع
إنتظرونا فى الحلقة القادمة
وإستكمال فى سياق الموضوع وهو :
من ذهب إلى وجوب الإشهاد على الطلاق
إنتظرونا ولا تنسونا من صالح الدعوات .
اليأس ضد الأمل لا يأس مع الحياة
لا تفقد الأمل فى هذه الحياة مهما ضاقت بك
وتذكر دائماً بأنها ما ضاقت إلا لتفرج
ولتعلم بأنها ستذهب كما ذهب غيرها فلا داعى لليأس
لأنه ليس إلا لمجرد حل مؤقت لاغير
ولا يجدى إلى الخروج من الضيق أبداً .
و إلى اللقاء فى الحلقة القادمة إن كان فى العمر بقية إن شاء الله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخيكم الفقير إلى عفو ربه و مغفرته