(( الجنة تحت أقدام الأمهات)) 2- هل يكون الحديث صحيح إذا كان جميع رجاله على درجة واحدة
من الصدق والأمانة أم في درجات متفاوتة
3- هل حديث بحيرا الراهب ضعيف .
4- هل يمكن لأي شخص أن يخرج حديث بالرجوع للكتب
ام أنه يجب أن نعود لأهل العلم والتمرس .
الحديث ورد بلفظ : الجنة تحت أقدام الأمهات ، مَنْ شِئن أدخلن ،
قال : ويُغني عنه حديث معاوية بن جاهمة لما جاء إلى النبي
صلى الله عليه على آله وسلم وهو يُريد الغزو ،
فقال له – عليه الصلاة والسلام – :
( هل لك أمّ ؟قال : نعم . قال : فالزمها فإن الجنة تحت رجليها )
رواه أحمد والنسائي والحاكم وصححه .وقال الألباني : حسن
فإنه يُشترط له خمسة شروط لكي يُحكم بصحته .
عدالة الرواة وهذا لا شك يدلّ على دقّـة المحدثين – رحمهم الله –
غير أنه لا يُشترط لرجاله أن يكونوا على درجة واحدة
إلا أنهم لا ينزلون عن وصف الثقة .
فإن خفّ الضبط كـ " صدوق " نزل إلى درجة الحَسَن .هذا كله فيما يتعلق
بتصحيح الحديث لذاته .وإلا فإن الحديث قد يُقال عنه : صحيح ، ويكون
في أسانيده من خفّ ضبطه .بمعنى أن الحديث الصحيح لغيره قد يكون في
بعض طُرقه من خفّ ضبطه ، ولكنه باجتماع تلط الطُّرق يرتقي إلى درجة
الصحيح لغيره .وكذا الحديث الحسن لغيره ، فإنه قد يكون في بعض طرقه
من هو ضعيف ، ويرتقي بمجموع طرقه إلى الحسن لغيره
ولذا لما أشار إليها الشيخ محمد الغزالي
– المعاصر – في فقه السيرة إليها بقوله :
وسواء صحّـت قصة بحيرا هذه أم بطلت ...
عقّب عليه الشيخ الألباني بقوله :
بل هي صحيحة ؛ فقد أخرجها الترمذي من حديث أبي موسى ، وقال :
هذا حديث حسن . قلت : وإسناده صحيح ،
وذِكر أبي بكر وبلال فيه غير محفوظ . قلت : وقد رواه البزار فقال :
وأرسل معه عمه رجلاً . انتهى كلامه – رحمه الله – .
فيُمكن لكل باحث أن يعزو الأحاديث إلى مصادرها مُجرّد عزو أما
التصحيح والتضعيف فلا بُـدّ من التمرّس في هذا العلم وأن يكون
عنده ملَـكَـة في هذا الفن .وكثير من الباحثين في رسائل الماجستير
والدكتوراه بل ومن المؤلفين يرجعون إلى كُتب أهل الاختصاص
في التخريج والحُـكـم على الأحاديث .مما يدلّ على صعوبة الحُـكم
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم