407 الحلقة 09 من الجزء الثامن و العشرين
العَزْم والعَزِيمَة

نماذج من عزم الأنبياء والمرسلين
لقد نال الأنبياء والمرسلين من قومهم الأذى الشديد،
ولكنهم صبروا مما لقوه من المكاره وواصلوا مهمتهم بالعزم والإصرار،
وقد أشاد القرآن بعزمهم الصادق في قوله:
{ اصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ }
وأولو العزم من الرسل هم الذين صبروا وجدوا في سبيل دعوتهم .
نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام والعزم على طلب العلم :
{ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا }
يخبر تعالى عن نبيه موسى عليه السلام، وشدة رغبته في الخير وطلب العلم،
أنه قال لخادمه لا أزال مسافرًا وإن طالت علي الشقة،
ولحقتني المشقة، حتى أصل إلى مجمع البحرين،
وهو المكان الذي أوحي إليه أنك ستجد فيه عبدًا من عباد الله العالـِمِين،
عنده من العلم ما ليس عندك
{ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا }
أي: مسافة طويلة، وهذا عزم منه جازم، فلذلك أمضاه
ولم يمنعه من الاستمرار في رحلته قوله:
{ لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا أي تعبًا }
وكذلك لم يثنِ عزمه صلى الله عليه وسلم أنهم أخطؤوا الطريق
{ قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا (64)
فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا }
وسبب رحلة نبي الله موسى لطلب العلم أنه :
( بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل؛ جاءه رجل فقال:
فأوحى الله عز وجل إلى موسى: بلى، عبدنا خضر
فسأل موسى السبيل إليه، فجعل الله له الحوت آية،
وقيل له: إذا فقدت الحوت فارجع، فإنك ستلقاه )