إختلطت الأصوات وتعالت الضحكات في أحد المجالس النسائية ؛ ذلك
أن إحداهن تصدّرت المجلس فبدت كمهرِّج : فلانة ثوبها مُضحك
وذوقها سيء !! وفلانة مشيتها كذا وكذا أمّـا تأتأة لسانها
تجمّع الشباب وصوت قهقهاتهم يـهز المكان لاعجب ففي هذا المجلس
( فلان ) المشهور بتقليد الأصوات والحركات : ففـلان الأعرج مشيته كذا
وفلان الأحمق صوته كذا ....! وذاك أقرع .وذاك جبان , و .....و .....!!
همــــا صـورة لما يدور في كثير من مجالس الرجال والنساء ممّـــن
غلبت عليهم الغفلة ، واستـحـوذ عليهم الشيطان ، وضعُـف في قلوبهم
هـــــؤلاء هـــــــــــــــــم : آكِـلُـوا لـحُــــوم الـبـشـــــــر
إنـــــهـــــــــم : الـمُـغـتــابُـــــــــون
{ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ }
فيا أيها المغتـــــــــــاب :
هذه همسـة مشفِق.ونصيحة مُـحِـب
أيهــــا المُـغـتــــاب :
إنِّـي أُخـاطِب فيك إيمانك بالله القـائـل جل في علاه
{ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }
{ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ ۚ بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ }
وأُخاطبُك بـقـول مـن إرتـضـيـتـه نبيا ورسولا
(إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبيّن ما فيها يهوي بها في النار
ابعد ما بين المشرق والمغرب )
والقائل لمعاذ بن جبل رضي الله عنه
( وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلاّ حصائد ألسنتهم )
ولا تجحد نعمة اللسان والبيان .صـُـــن الـنِّـعـمـة وارعها واشـكـر
لاتُـرخ العنان للِّســان فيسلك بك الشيطان في كل ميدان ويسوقك
إلى شفا جُرُف هار إلى أن يضطرك إلى البـوار قـيِّـد لسانك بلجام الشرع
ولا تـُـطلقه إلا فيما ينفعك في الدنيا والآخرة
( فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده )
وآتـِـي للناس الذي تُحب أن يُـؤتُـوه لك
كما قال صلى الله عليه وسلم
( فمن أحب أن يُزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأتِه منيته
وهو يُـؤمن بالله واليوم الآخر .. وليأت للناس الذي يُحب
وهـاهـو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول
والله الذي لاإله إلا هو ليس شيء أحوج من طول سجن من لسان.
أو ما سمعت ـ أخي ـ قول الله عز وجل
{ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا }
سأل سفيان بن عبد الله الثقفي
نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم
( ماأخوف ماتخاف علي ؟ فأخذ بلسانه وقال : هـــــــذا )
بل إن جوارح الإنسان كلها مرتبطة باللسان في الإستقامة أو الإعوجاج .
( إذا أصبح ابن أدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان ـ أي تخضع له ـ
فتقول : إتق الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا ،
( أختي) يا من ترجو رضى الرحمن :
أو ما تعلمين أنك بلسانك تتقربين إلى أرحم الراحمين !أُذكري ربك
بلسانك وجنانك تكسبي الحسنات والثمرات..... وتكُـفّيـه عن الزلاّت .
ثقِّلي ميزانك وتحببي إلى الرحمن :سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اغرسي بساتين في الجنان : سبحان الله العظيم وبحمده .. اكسبي ألف
من الحسنات في دقائق ولحظات : سبحان الله ( مئة مرة ) .
( مـن قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنه والحسنة
بعشر أمثالها . لاأقول : ألم حرف ! . ولكن ألف حرف
ومجالات الخير في هذا الباب كثيرةٌ جدا ويكفي ما ذكرته لأِدِّل
على المقصود . ( أخي) يا هـداك الله لـقـد وصـف الله المغتاب بأبشع
الأوصاف ! وصفه بمن يأكل لحم أخيه ووهو ميت !
{ وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ }
ألا وإنِّـــــــــــي مُـشـفِــق عليــــك من عـذاب الـجـبـار
الأمـر جِـد خـطِـيــــــــــر . وفي الحديث الذي رواه أبو يعلى عن عمر
بإسناد صحيح .. حينما اعترف ماعز ـ رضي الله عنه ـ بالزنا
ومُـثِّـل أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم يُريد منه أن يُطهِّـره
من الذنب بإقامة الحد عليه .. فرُجم حتى مات . فسمِـع النبي
صلى الله عليه وسلم رجلين يقول أحدهما لصاحبه :
( ألم تر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدعه نفسه حتى رُجِـم
رجـم ال****** !! ثم سار النبي صلى الله عليه وسلم حتى مرّ
بجيفة حمارفقال : أين فلان وفلان ؟ إنـزلا فكُـلا من جيفة
هذا الحمار ..!قال : غفر الله لك يارسول الله .. وهل يُؤكل هذا ؟
قال : فما نلتما من أخيكما آنفا أشد أكلا منه والذي نفسي بيده
إنه الآن في أنهار الجنة ينغمس فيها )
ــ وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال
( كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فارتفعت ريح منتنه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتـدرون ماهذه الريح ؟؟
(هـــــذه ريـــح الذيــــــــن يـغـتـابُـون المـؤمـنـيــــن ) .
( أخي)ينادي حبيبك صلى الله عليه وسلم فأنـصِـت :
( يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه
لاتغتابوا المسلمين,ولا تتبّعُـوا عوراتهم ,فإنه من تتبّـع
عورة أخيه المسلم تتبّـع الله عورته .. ومن تتبّع الله عورته
يـفـضـحـه ولـو في جـوف بيته )
بـِربِّـك ألايـقشعِـر بدنُك لِهـول ما سمعت ألا تذرف عيـنـيـك علـى
ما اقــتـرفـت ألا تُنـأدِي مِـن أعمـاق قلبك رباااااه تُـبـت وأقلعت
(أختي)يامن ْ سرى حب ّ الإسلام في عروقك :
{ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
فأقبِــــــل يُـقـبِـل الله عليك أقـــلـــــــع وانـــــــــدم ..واعـــــزم
وتـحـلّـل ..... واسـتـغـفـر .... وإليك البشارة
{ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ }
احذروا سوء الظن فإنه غيبة القلب واعتزلوا مجالس الثرثرة .وقـاطِـعوا
مجالس السخرية , والإستهزاء والإحتقار .وتبرؤوا من مجالس الإفك
ومجالس الطعن وطُـوبـى لمن كان مفتاحا للخير وويـل لمن كانت مفاتيح
هـــذا والله تعالى أسأل أن يحفظنا وإياكم من كيد الشيطان
ومزالق اللسان إنه سميع مجيب