صحة مقال الملائكة التي تحيط بالإنسان
السؤال:السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهما مدى صحة هذا المقال
بارك الله فيكم ونفع بكم ,,وقد انتشرت في المنتديات كثيرا ,,
هذه المعلومة التي قالها الشيخ عبد الباسط ، عضو لجنه الإعجاز العلمي
والحقيقة بجمهورية مصر العربية أعجبتني وحبيت أن انقلها بالرغم أنى
اعلم أن كثير من الأصدقاء يعلموها لكل حبيت بكل حب أن انقلها لكم يا
أصدقائي: قال أن الملائكة التي تحيط الإنسان عددها (10) وتتبدل في وقت
الفجر ووقت العصر ، والله سبحانه وتعالي يسأل ملائكته وقت انتهاء عمل
ملائكته وقت الفجر كيف تركتم عبادي ، يرد الملائكة ويقولوا : تركناهم
يصلوا لذلك ينصح دائما بصلاة البردين ( الفجر والعصر )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( من ترك صلاة العصر حبط عمله )
وقد جعل الله عشر أنواع ملائكة تحيط بالإنسان كالتالي:
- ملكين (ملك عن اليمين وملك عن اليسار ) ، الملك اليمين ليكتب الحسنات
والملك الشمال ليكتب السيئات ولكن حين يفعل الإنسان سيئه يقول ملك
اليمين لملك اليسار اكتب هذه السيئة ، فيرد ملك اليسار ويقول أمهله لعله
يستغفر ، فإذا استغفر الإنسان لا يكتبها له.
- ملكين ( ملك أمام الإنسان وملك خلفه ) ، حتى يدفع عنه السيئة التي
تصيبه وتحفظه، مثال لذلك : كالذي تصيبه سياره وينجى من الحادث
، هذه الملائكة تحفظ هذا الإنسان ، ولكن إذا كتب الله سبحانه وتعالي
أن يموت في الحادث باللوح المحفوظ فسوف يموت.
- ملك على الجبين : للتواضع وعدم الكبر
- ملكين علي الشفتين : (ملك على الشفة العليا و ملك على السفلى)
وهم مفوضين هذين الملكين لتسجيل الصلاة على الرسول (ص) فقط
وليس لغرض أخر.
- ملكين علي العينين : وهم لغض البصر وحماية العينان من الأذى
وكما يقول المثل العمي المصري ( العين عليها حارس )
- و أخيرا ملك على البلعوم : لأن ممكن أن يدخل في فم النائم أي شئ
يؤذيه فالله سبحانه وتعالى جعل ملك يحرس البلعوم حتى إذا دخل
أي شئ بفم النائم ممكن أن يلفظه تلقائيا.
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهوجزاك الله خيراًبعضه صحيح جاءت به
الأحاديث ، وبعضه ظن وقول على الله بغير عِلم .
أما الصحيح فهو :
الملائكة التي تتعاقب على الإنسان في الليل والنهار ،
وذلك في قوله تعالى :
{ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا }
وفي قوله صلى الله عليه وسلم :
( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ، ويجتمعون
في صلاة الفجر وصلاة العصر ، ثم يعرج الذين باتوا فيكم
فيسألهم - وهو أعلم بهم - : كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون :
تركناهم وهم يصلون ، وأتيناهم وهم يصلون )
رواه البخاري ومسلم .
والْحَفَظة ، لقوله تعالى :
{ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ }
والْكَتَبَة ، الذين يكتبون الحسنات والسيئات
لقوله تعالى :
{ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }
أما الذي ذُكِر أنه يكون على الجبين فأين الدليل عليه ؟
ولا يُمكن إثباته إلا بِنَـصّ ، لأنه مُتعلّق بِعالَم الغيب .وكذلك الذي العينين
وعلى الشفتين وعلى البلعوم .وهذا مما يُعلَم بُطلانه ، لأنه لو كان كذلك
ما عصى الله مؤمن !وأسوأ ما في الحديث في التفسير التجريبي الدخول
في عالم الغيب .فالذين يتكلّمون في الإعجاز العلمي لهم جهود مشكورة
، إلا أن بعضهم لا يقتصر على ما يتعلق بالأمور المشاهَدة ( عالم الشهادة )
وإنما يتعدّاه إلى الكلام في الأمور الغيبية ( عالم الغيب ) .وهذا لا شك أنه
خوض فيما لا يُحسنه الإنسان مهما أوتي من العلم .وبعضهم يخوض في مثل
هذه الأمور ضاربا بكلام السلف وبتفسيرهم عرض الحائط ، بل قد يضرب
بعقائد المسلمين من أكثر من ألف سنة عرض الحائط .أحدهم خاض
في قوله تعالى :
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ }
فَزَعَم أن هذا في عالم الميكروبات ، وهذا لا شك أنه مُخالفة صريحة للقرآن ،
وجهل بالعقيدة ، وجُرأة على القول على الله بغير عِلم .
والله تعالى أعلم .
الشيخ عبد الرحمن السحيم