الرسالة الخامسة و الثلاثون
مررتُ بشارعٍ طويل، على جانبيهِ أسواقٌ ومكاتبُ ومطاعمُ وبنوك،
والعينُ لا تملُّ من النظرِ هنا وهناك،
استدركتُ أمري فتذكَّرتُ الدعاءَ الذي يُقالُ في الأسواق،
"لا إله إلا الله، وحدَهُ لا شريكَ له، له الملكُ، وله الحمد،
يُحيي ويُميت، وهو حيٌّ لا يموت، بيدهِ الخير، وهو على كلِّ شيءٍ قدير".
فدعوتُ الله تعالى أنْ أكونَ عبدًا طيبًا مباركًا أينما كنت،
وتعوَّذتُ به من أن يحُولَ بيني وبين ذكرهِ شيء،
أو أنْ أنشغلَ بما لا يرضيه،
ودعوتهُ سبحانهُ أن يَكفيَني بحلالهِ عن حرامه،
وأن يُغنيَني بفضلهِ عمَّن سواه،
وسألته تعالى خيرَ زملائي وخيرَ مسؤوليَّ وخيرَ الخدَمِ والعمّال،
وعذتُ به من شرِّهم جميعًا.
وتابعتُ فضائياتٍ مختارة، ففاجأتني صورٌ غيرُ لائقة،
فدعوتُ الله أنْ يحفظَ عيني وقلبي.
ثم جاءني الأصدقاء، فدعوتُ الله أن تكونَ جلسةَ خير،
وأن يحفظَ لساني فيها، ويجنِّبني الغيبةَ والنميمة،
والكلامَ اللغو، وما لا خيرَ فيه.
ثم اجتمعتِ الأسرةُ من أبناءٍ وأحفادٍ وأحباب،
فدعوتُ الله أنْ يحفظهم جميعًا،
في هذه الدنيا المتقلِّبةِ الأحوال،
وأنْ يجمعنا في جنَّتهِ كما جمعَنا في أرضه..
... يحتاجُ المرءُ إلى أنْ يكونَ ذا صلةٍ بربِّ العالمين،
ولا ينسى ذكره، وفضله، في مواقفَ مختلفةٍ ومتعدِّدة،
وأنْ يدعوَ بما يناسبَ المقام، ليكونَ في حصنٍ حصين،
وليكونَ مؤمنًا صادقًا في إيمانهِ وعبوديتهِ لله ربِّ العالمين.
والفائدةُ تعودُ إليه، فاللهُ غنيٌّ عنه، وعن العالَمين.