لماذا لا نشعر بالألم قبل وصوله إلينا
لم تكن هذه الكلمات وليدة موضوع طرأ في بالي ذات ليلة
أو لمجرد أني أريد أن أكتب لأكتب لكني رأيت أن من الواجب علي
على الأقل أمام نفسي أن أكتب إن حقيقة أننا على العموم لا نتخذ موقفا
أو نواجه تحديات ما يواجهه بعضنا موحدين مجموعين بل نقف متفرجين
جر علينا الكثير من النكبات والويلات وأصبح واقعا نعيشه ونعيش آلامه
وقد أعادني هذا الأمر إلى موضوع شغل الإعلام الأسترالي.
في وقته وأعني به موضوع المهندس جون كانزس.وهو يمتد لأكثر
من ست سنوات منذ أن قرأته لأول مرة عام 2008
فهو مهندس إتصالات أسترالي متقاعد شاءت الأقدار أن تصاب
زوجته بمرض السرطان ولأنه يحبها حبا شديدا لم يكن ليستطيع أن يبقى
متفرجا دون أن يحرك ساكنا وهو يراها أمامه تذبل كالوردة ثم تتلاشى
كأن لا أثر لها فقرر جون أن يتحدى الواقع الذي يعيشه مؤمنا بقدراته
الروحية وإمكاناته على تغييره نحو الأفضل والأحسن من أجل إيجاد حل
وعلاج لزوجته المريضة فسخر كل طاقاته وإمكاناته من أجل ذلك وبعد
جهود حثيثة ومضنية إستطاع أن يصنع جهازا طبيا بإمكانه القضاء على
هذا المرض من دون أي مضاعفات رأفة بزوجته ورفقا بها وجد جون
بعد تفكير عميق أن حقن الخلايا السرطانية بذرات من الذهب وتعريضها
لجهازه الذي إخترعه والذي يعمل بالنطاق الموجي كفيل بالقضاء على
الخلايا المصابة من دون التأثير على الخلايا السليمة فالجهاز يرفع درجة
حرارة الخلايا المحقونة إلى 600 درجة فهرنهايت وهو كفيل بموتها
من غير أن يؤثر ذلك على باقي أعضاء الجسم وكان كل ذلك دون أن
يستخدم مخدرا ومن دون أن يشعر المريض بأي ألم أو إزعاج وجرب
هذا الجهاز على زوجته المصابة وتم شفاؤها بحمد الله ولم يتوقف الأمر
عند هذا الحد فقد وجد جون أن هناك فوائد أخرى لهذا الجهاز وفكر بما
أن الجهاز قادر على رفع درجة حرارة الأجسام بهذا المقدار من غير أن
يستخدم أي طاقات أخرى فهو لوحده كفيل بإنتاج الطاقة فبدأ بتجربته
على الماء واكتشف أن الجهاز يحلل الماء إلى أصله أي غازي الهيدروجين
والأكسجين وهذا يعني أن أي شرارة يمكن أن تولد كتلة من النار واللهب
تصل درجة حرارتها إلى 600 درجة فهرنهايت وعلميا فإنه يثبت إمكانية.
تحويل الماء إلى طاقة وإستخدامه كوقود ولم يقف الأمر عند هذا الحد
أيضا فقد إكتشف جون قدرات أخرى للجهاز الذي إبتكره ويعمل بالطاقة
الموجية وقد إعتمد الجهاز رسميا لعلاج مرضى السرطان في أستراليا
في نوفمبر تشرين الثاني عام 2008 وبدأت شركات صناعة السيارات
تلاحقه للإستفادة من جهازه وإستخدامه كبدي للطاقة الحقيقة
أعجبت كثيرا بهذه الروحية وهذا التفاني والحب
الذي يحمله هذا الرجل لزوجته وقلت في نفسي إن عمله شخصي فقد كان
يبحث عن سعادته من خلال زوجته المريضة وقد غاب عن فكر جون كانزس
الملايين من الناس الذين يعانون من هذا المرض أين كان جون الذي
تقاعد من عمله مهندسا للإتصالات ويتعامل مع الأمواج بأنواعها عندما
كان يعاني الكثير من مرضى السرطان لم يفكر حينها أن يساعد الملايين
من البشر ولكن عندما أصيبت زوجته بهذا المرض وظف كل طاقاته
وخبراته ليساعدها ويقضي على مرض لا يزال وقعه شديدا على الناس
لقد كانت نظرة الإعجاب التي أكنها له مشوبة بالكثير من الهواجس
والأمور كان عمل جون في بدايته ينطلق من واقع شخصي ولم يدر بخلده
أنه سيكون بوابة كبيرة للأمل للكثير من المرضى من الممكن أن تتغير
حياتهم نحو الأحسن قيل عن جون إنه سيغير العالم بإختراعه
وسؤالي هو ما الذي يقوله جون عن نفسه؟
جون هو أنا أو أنت أو أي شخص آخر من الممكن أن نتعرض
لما تعرض له ولكن ما الذي يجعلنا لا نبصر أو لا نشعر بآلام الناس.
إلا عندما تصل تلك الآلام إلينا؟