
04-08-2014, 10:13 PM
|
Administrator
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
|
|
تأملات في كتاب الله
الأخت / بنت الحرمين الشريفين
--أثناء قراءتي لبداية سورة البقرة لفتت نظري استراتيجيات الحوار وطرق التعليم بين ربنا العظيم والملائكة الكرام. فقد طرح ربنا -جل وعلا- { إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً } فرد الملائكة على هذا الأمر بناء على خبراتهم السابقة التي رأوا { قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ } وهذا يكشف عن مدى الشفافية والانفتاح في طرح الأسئلة والاستفسارات التي قد لا تدعم الموضوع المطروح نتيجة لخبرة الفرد في هذا المجال, { قالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ } فهل يا ترى توقف الحوار هنا؟ من المثير أنه لم يتوقف, بل حين تعلم آدم -عليه السلام- الأسماء سأل ربنا الملائكة عن ماهية الأسماء, وأعجبني هنا الانتقال من المرحلة { قالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ } إلى المرحلة العملية حيث يتم إثبات ما طرح, ونقل المستمع من مرحلة المعرفة غير الواعية إلى الواعية حيث يتم إدراك المعلومات باستحضارها عن طريق التجربة العملية, ويظهر هذا الأمر في قول الملائكة: { سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنا } فتم تأكيد النقطة التي تم طرحها نظريا بشكل عملي مفعل, ثم تم استخلاص النتيجة وتأكيدها بقوله تعالى: { قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ } وهذا يبين أهمية تثبيت المعلومة عن طريق التجربة بعد المرحلة النظرية منها ثم ذكر الخلاصة النهائية, فسبحان من أنزل مختلف العلوم بين ثنايا
|