روائع النّسيم في تفسير القرءان الكريم..سلسلة
حلقة 2
3 أبريل، 2014، الساعة 03:39 صباحاً
ليس حسنا أن أصنع ههنا جدوﻻ،
وأضع فيه الكلمة ومعناها!.
.فهذا كفيل بأن يذكّرك بكتاب
(لغتناالجميلة)للصفّ الثّاني اﻻبتدائي!
..أجل وربما تكون محظوظا عندما تجد أيضا الكلمة وعكسها،
أو جمعها،الى غير ذلك
ليس هذا تقليلا من شأن تلك الكتب بالطّبع،فلكلّ مقام مقال!
،لكن أقصد أنّ من يظنّ أنّ تفسير كتاب الله
ليس اﻻّ أن نعمد الى بعض الكلمات الصّعبة فنبحث عن معناها!
،أقصد أنّ هذا وان كان فيه فائدة ﻻشك،لكن
يبقى أنّ من يقتصر على ذلك،يفوته الكثير بل والكثير جدا
أجل،فنحن قد اتفقنا قبل،على أن نبدأ باستنشاق نسيم القرءان السّاحر!
،نعم كي نحلّق في هذه السّماء
الرّائعة،وتلك الرّياض الماتعة،فيرتاح قلبك!،وينشرح صدرك!،
ويطمئنّ فؤادك!،ويزول عذابك
لذلك أخي الحبيب:أرى لزاما عليّ قبل أن نشرع في تفسير كلام الملك،
أن أضع بين يديك عدّة نقاط بمثابة
الوصايا والقواعد الذّهبيّة!،هذه النقاط تعيننا -باذن الله-
على التعامل الصّحيح مع القرءان الكريم
فهيّا صاحبي خذها بقوّة...اليك اليك أيّها الأسد الهصور
القاعدة 1 : القرءان يخاطبك أنت
نعم،حينما تمسك يدك بدفّتي المصحف،ﻻتلتفت يمينا وﻻشمالا!
،ﻻتهتم بمن يسير هنا أو هناك!..ﻻعليك
فأنت اﻻن في حضرة الملك !..
.كذلك عندما تستمع الى القرءان من أحد ما ،أو عبر تلك الأجهزة! ..استعد
سوف تستقبل اﻻن رسائل الخلّاق العظيم!،ياالله!،
هل أنا المقصود بهذه اﻻية تحديدا ؟!..نعم أنت أنت وليس غيرك
ﻻ تتعامل مع القرءان على أنّه كتاب تاريخ،أو لغة،أو مجرد مواعظ جيّدة !
..كلاّ،تأمّل على سبيل المثال كم
مرّة نادى ربّك على المؤمنين،فقال:"ياأيّها الذين ءامنوا " في كتابه العزيز؟!
..يقول العلماء 90 مرّة
حسنا ،السّؤال اﻻن:ألست مؤمنا بالله؟،الحمد لله!.
.اذن لو أردنا أن يقيّم كلّ منّا نفسه هل التزم بهذه
الخطابات المرسلة بعد هذا النّداء أم ﻻ ؟
،فيا ترى كم ستكون درجته من 90 ؟
أمر خطير أليس كذلك؟! خاصّة
اذا تعلّق الأمر بالجنّة والنّار!،,على قدر درجاتك اليوم تكون درجاتك غدا!
،وماأمر السّاعة اﻻ كلمح البصر
ذهب رجل الى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه،فقال أوصني
،فقال: ( اذا سمعت الله يقول "ياأيّها الذين
ءامنوا " فأرعها سمعك-يعني انتبه جيّدا- فانّه خير يأمر الله به،أو شرّ ينهى عنه! )
هذه وصيّة الصّحابيّ الجليل
فهذا-أخي الحبيب-مجرّد مثال واحد من عشرات الأمثلة
،في المعنى الذي أردنا ذكره هنا،في أن تتعامل مع
المصحف على أنّ الله يريدك أنت بهذه الاية،
فهذا هو الفرق بين من يقرأ القرءان من أجل أن ينتهي من
السّورة،أو الصّفحة فلا يهتم بماذا أمره ربّه وبماذا نهاه ؟
!،وبين من يقرأ قراءة العبد بين يدي
الملك!،قراءة العبد بين يدي حبيبه وموﻻه، فربّه الذي يعرف ما يصلحه فيدلّه عليه
،ويحيط بما يضرّه فينهاه
عنه،فيكون كالطّفل الصّغير بين يدي أبويه فهو يثق بهما في كلّ شيء!
،وليس هناك أحبّ اليه من أن يكون
معهما!،بل ﻻيطيق الخروج وحده من غير أحدهما!
،فلو أظلمت المصابيح كلّها في الحيّ فانّه مطمئنّ لأنّهما
معه في غرفته البسيطة يهدّئان من روعه!،ويسكّنان من خوفه!
،فينعم بالسّلام الدّافيء!،والحنان العذب
الرّقراق!،وما أعظم وحشته لو كان وحده في هذا الظّلام الدّامس!،
لكان قد مات فزعا،أو هلك رعبا!،لكنّهما
معه !،فلو اجتمع كلّ النّاس من غنيّ وفقير!،وكبير وصغير!،
ينادونه كي ينزل اليهم لحظة واحدة ليلعب
ويلهو معهم!،وجعلوا يغرونه بالحلوى وأصنافها،
لما فكّر في ترك أبويه لحظة واحدة!،وأنّ له كل مافي ذلك
العالم المجهول!فواعجباه ان كان هذا حال العبد مع العبيد!
،فكيف بحال العبد مع ربّك وربّ أبويك وربّ جميع العبيد؟....ياالّله
وهنا تبدأ السّكينة في التنزّل على قلبك رويدا رويدا!،
فتخشع عينك شيئا فشيئا!،حتّى ربّما دفعت بدمعة
ساخنة تنحدر على خدّك،حتى تغسل فؤادك ممّا أصابه من خطايا سالفة!
،ولعلّك لا تغلق مصحفك،ولا تقوم
من مقامك هذا،اﻻ وقد غفر ذنبك!،ورفع عند الله اسمك!،
فصرت تحوم كالطّير وأنت ﻻزلت هنا تسير على
قدميك في دنيا النّاس،ولكن للغيب أسرار، وأيّ أسرار
قال الحسن البصري: ( انّ من كان قبلكم رأو القرءان رسائل من ربّهم،
فكانوا يتدبّرونها بالّليل،وينفّذونها
في النّهار )..ما أروعك أيّها الامام!..تالّله بهذا ارتفع القوم وعزّوا،
مع أنّ القرءان واحد ولكن القلوب ليست
واحدة!!....اللّهمّ أصلح قلوبنا...وﻻتحرمنا من خير القرءان!!
..انّك جواد كريم
أخي الحبيب: انّ للقرءان بركات وعجائب ﻻتنقضي،
ومن البشرى أنّ من سار في هذا الطّريق كان له نصيب
ان شاء الله،بل ومن النّاس من يظهر الله كرامته في الدّنيا قبل اﻻخرة
فهذا اﻻمام نافع المدني رحمه الله،كان امام أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلّم،
كان يعلّم النّاس
القرءان،وكان اذا تكلّم يشمّ من فمه رائحة المسك!،
فقيل له: هل تتطيّب كلما قعدت تقريء النّاس؟،فقال
قال:" انّي لا أقرب الطّيب ولا أمسّه،ولكن رأيت فيما يرى النّائم
أن النّبي صلى الله عليه وسلّم،يقرأ
في فمي،فمن ذلك الوقت وأنا أشمّ هذه الرّائحة !"
.. الله أكبر ما شاء اللّه
ولمّا حضرته الوفاة،قال له أبناؤه: أوصنا!
،قال:" اتّقوا الله وأصلحوا ذات بينكم،وأطيعوا الله ورسوله ان كنتم
مؤمنين " هكذا كان اخر ماتلفّظ به في وصيّته،اية من القرءان،
في أوًل سورة الأنفال،فمن عاش على شيء مات عليه!..
ولك أن تختار فكلّه متاح أمامك!
..ولكن الحذر الحذر
أخي : يبدو أنّنا سنحتاج الى حلقة أو حلقات أخرى
كي نواصل هذه القواعد،
ولكن حتى ألقاك ان شاء
الله،سأتركك كي تجرّب بنفسك استنشاق نسيم القرءان العطر!
،فلا تحرم نفسك أيها الحبيب
سؤال الحلقة: ورد في الحلقة "وماأمر السّاعة اﻻ كلمح البصر "
في أيّ سورة وردت هذه اﻻية
انتظروني
هيفولا