حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَافِعٍ عَنْ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ ع
عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ رضى الله تعالى عنهم أجمعين
عَنْ أم المؤمنين السيدة / عَائِشَةَ / رضى الله تعالى عنها وعن أبيها قَالَتْ
( كُنَّا إِذَا أَصَابَتْ إِحْدَانَا جَنَابَةٌ أَخَذَتْ بِيَدَيْهَا ثَلَاثًا
فَوْقَ رَأْسِهَا ثُمَّ تَأْخُذُ بِيَدِهَا عَلَى شِقِّهَا الْأَيْمَنِ
وَبِيَدِهَا الْأُخْرَى عَلَى شِقِّهَا الْأَيْسَرِ )
قوله: ( حدثنا خلاد بن يحيى )
هذا من كبار شيوخ البخاري، وهو كوفي سكن مكة،
ومن فوقه إلى عائشة مكيون.
وللإسماعيلي " أنه سمع صفية " وهي من صغار الصحابة، وأبوها
شيبة هو ابن عثمان الحجبي العبدري صحابي مشهور.
ولكريمة " أصابت " (إحدانا) أي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم،
وللحديث حكم الرفع لأن الظاهر اطلاع النبي صلى الله عليه وسلم
على ذلك، وهو مصير من البخاري إلى القول بأن لقول الصحابي
" كنا نفعل كذا " حكم الرفع سواء صرح بإضافته إلى زمنه
صلى الله عليه وسلم أم لا، وبه جزم الحاكم.
قوله: ( أخذت بيديها )
ولكريمة " بيدها " أي الماء، وصرح به الإسماعيلي في روايته.
قوله: ( فوق رأسها )
أي فصبته فوق رأسها، وللإسماعيلي " أخذت بيديها الماء
قوله: ( وبيدها الأخرى )
في رواية الإسماعيلي " ثم أخذت بيدها " وهي أدل على الترتيب
من رواية المصنف، وإن كان لفظ " الأخرى " يدل على أن لها أولى
وهي متأخرة عنها.فإن قيل: الحديث دال على تقديم أيمن الشخص لا أيمن
رأسه فكيف يطابق الترجمة؟ أجاب الكرماني بأن المراد من أيمن
الشخص أيمنه من رأسه إلى قدمه فيطابق، والذي يظهر أنه حمل
الثلاث في الرأس على التوزيع كما سبق في باب: من بدأ بالحلاب،
وفيه التصريح بأنه بدأ بشق رأسه الأيمن.والله أعلم.