الأشهر الحرم . ( الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى ) .
ما هي الأشهر الحرم ؟ ولماذا سُميت بهذا الاسم ؟
وهل الحرمة لبلد معين، أو شيء معين ؟
الأشهر الحرم هي أربعة: رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم ؛فشهر
مفرد، وهو رجب ، والبقية متتالية، وهي : وذو القعدة وذو الحجة
والمحرم .والظاهر أنها سميت حرماً ؛ لأن الله حرم فيها القتال بين الناس؛
فلهذا قيل لها حرم ؛ جمع حرام.
{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ
يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ }
{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ }
فدل ذلك على أنه محرم فيها القتال، وذلك من رحمة الله لعباده؛ حتى
يسافروا فيها، وحتى يحجوا ويعتمروا.واختلف العلماء : هل حرمة القتال
فيها باقية ، أو نسخت ؟ على قولين:الجمهور: على أنها نسخت، وأن
تحريم القتال فيها نُسخ.وقول آخر: أنها باقية ولم تُنسخ، وأن التحريم
فيها باقٍ ولا يزال، وهذا القول أظهر من جهة الدليل .
[1] نشرت في مجلة (التوعية الإسلامية)
شهر رجب هو أحد الأشهر الحرم
التي قال الله تعالى فيها :
{ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ
يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ
فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }
وروى البخاري (4662) ومسلم (1679)
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا , مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ , ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ :
ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ , وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي
بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ ) .
وقد سميت هذه الأشهر حرماً لأمرين :
1- لتحريم القتال فيها إلا أن يبدأ العدو .
2- لأن حرمة انتهاك المحارم فيها أشد من غيرها .
ولهذا نهانا الله تعالى عن ارتكاب المعاصي في هذه الأشهر
{ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }
, مع أن ارتكاب المعصية محرم و منهي عنه في هذه الأشهر
وغيرها , إلا أنه في هذه الأشهر أشد تحريماً .
قال السعدي رحمه الله (ص 373) :
{ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }
يحتمل أن الضمير يعود إلى الاثني عشر شهرا , وأن اللّه تعالى
بَيَّن أنه جعلها مقادير للعباد , وأن تعمر بطاعته , ويشكر اللّه تعالى
على مِنَّتِهِ بها ,وتقييضها لمصالح العباد , فلتحذروا من ظلم
أنفسكم فيها .ويحتمل أن الضمير يعود إلى الأربعة الحرم , وأن هذا
هي لهم عن الظلم فيها خصوصاً ،مع النهي عن الظلم كل وقت ,
لــزيادة تحريمها , وكون الظلم فيها أشد منه في غيرها " انتهى .