من أكثر من ذكر الموت أُكرم بثلاثة أشياء :
ومن نسي الموت عوقب بثلاثة أشياء :
السبب الآول اقامة التوحيد لله (عز وجل) :
ان أمر العقيدة ليس أمرا ثانويا حتى نؤجله او نؤخره, بل هو الاساس
الذى يقوم عليه الدين كله.. فالاسلام عقيدة تنبثق منها شريعة وتلك
الشريعة تنظم شئون الحياه ولا يقبل الله من قوم شريعتهم حتى
( من شهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له, وان محمدا عبده ورسوله
وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمتُهُ ألقاها الى مريم وروح منه,
والجنة حق والنار حق ادخله الله الجنة على ما كان من العمل )
( فإن الله حرم على النار من قال لا اله الا الله
وقوله ادخله الجنه على ما كان من العمل .. قال الحافظ معنى قوله على
ما كان من العمل.. اى من صلاح او فساد, لان اهل التوحيد لابد لهم من
دخول الجنة على حسب اعمال كل منهم فى الدرجات.
( المسلم اذا سئل فى القبر يشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله
{ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ }
متفق عليه عن البراء بن عاز.
فيا عبد الله اقم التوحيد لله فى قلبك :
فإنك سوف تجنى ثمراته فى حياتك وعند موتكوفى قبرك ويوم حشرك
وسيقودك التوحيد لله جل وعلا الى جنات النعيم وإلى رضوان الله
*فالتقوى من اعظم الاسباب التى تقود المؤمن الى حسن الخاتمة.
فهى سبب لتكفير السيئات ومغفرة الذنوب ..
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تَتَّقُواْ اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ
وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }
*وهى سبب لقبول الاعمال ..
{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ }
*وهى سبب للخروج من كل ضيق
{ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ }
ولا شك ان العبد عند السكرات يكون فى ضيق وشدة فتكون التقوى
سببا لنجاته.والتقوى سبب لتيسير السكرات على العبد المؤمن..
{ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا }
*والتقوى سبب للنجاه من المهالك ..
{ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا *
ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا. وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا }
{ تِلكِ الجَنَّةُ التي نُورِثُ مِن عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقَّياً }
** يقول الحافظ ابن رجب الحنبلى فى جامع العلوم والحكم
وأصل التقوى : ان يجعل العبد بينه وبين من يخافه ويحذره وقاية تقية
منه , فتقوى العبد لربه ان يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه من سخطه
وعقابه وقاية تقية من ذلك , وهو فعل طاعته واجتناب معاصيه
إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى قالوا وما التقوى؟؟
قال:ان تعمل بطاعة الله على نور من الله , وترجو ثواب الله ,
وان تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله.
** وجاء سائل لأبى هريرة رضى الله عنه
يسأله عن التقوى فقال ابو هريرة:
هل اخذت طريقا ذا شوك ؟؟ قال السائل نعم ,قال ابو هريرة :
فكيف صنعت؟؟ قال السلءل: إذا رايت الشوك عدلت عنه أو جاوزته
أو انصرفت عنه.قال ابو هريرة : ذاك التقوى
فاخذ ابن المعتز هذا المعنى الكبير
وترجمه فى هذه الابيات المعبرة فقال:
خلِّ الذنوب صغيرها وكبيرها فهو التُّقى
واصنع كماش ٍ فوق ارض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة ان الجبال من الحصى
قال:عبد الله بن مسعود رضى الله عنه
{ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ }
أن يطاع الله _ سبحانه وتعالى_ فلا يُعصى, وأن يُذكر فلا ينسى