بــــــــوح الأقــــلام 34
التوحيد مفزع اعدائه واوليائه فاما اعداؤه فينجيهم من كرب
الدنيا وشدائدها فإذا ركبوا فى الفلك دعوا الله مخلصين له الدين
فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركونواما أولياؤه فينجيهم به من كربات
الدنيا والآخرة وشدائدها ولذلك فزع اليه يونس فنجاه الله من تلك الظلمات
وفزع اليه اتباع الرسل فنجوا به مما عذب به المشركون فى الدنيا وما
أعد لهم فى الآخرة ولما فزع اليه فرعون عند معاينة الهلاك وادراك
الغرق له لم ينفعه لان الايمان عند المعاينة لا يقبل هذه سنة الله فى عباده
فما دفعت شدائد الدنيا بمثل التوحيد ولذلك كان دعاء الكرب بالتوحيد
ودعوة ذي النون التى ما دعا بها مكروب الا فرج الله كربه بالتوحيد
فلا يلقى فى الكرب العظام الا الشرك ولا ينجى منها الا التوحيد فهو مفزع
الخليقة وملجؤها وحصنها وغياثها وبالله التوفيق فائدة اللذة تابعة للمحبة
تقوى بقوتها وتضعف بضعفها فكلما كانت الرغبة فى المحبوب والشوق
اليه أقوى كانت اللذة بالوصول اليه أتم والمحبة والشوق تابع لمعرفته
والعلم به فكلما كان العلم به اتم كانت محبته أكمل فإذا رجع كمال النعيم
فى الآخرة وكمال اللذة الى العلم والحب فمن كان يؤمن بالله واسمائه
وصفاته ودينه أعرف كان له أحب وكانت لذته بالوصول اليه مجاورته
والنظر الي جهه وسماع كلامه أتم وكل لذة ونعيم وسرور وبهجة
بالاضافة الى ذلك كقطرة فى بحر فكيف يؤثر من له عقل لذة ضعيفة
قصيرة مشوبة بالآلام علي لذة عظيمة دائمة ابد الآباد وكمال العبد
بحسب هاتين القوتين العلم والحب وافضل العلم العلم بالله وأعلى
الحب الحب له وأكمل اللذة بحسبهما والله المستعان
من كتاب الفوائد /لابن القيم رحمه الله
_كفى المرء نُبلاً أنْ تُعدَّ معايبُهْ_
طَلَبُ الإنصافِ ، مِنْ قلَّةِ الإنصافِ .
نحنُ ما رضِينا عنْ أنفُسِنا ، فكيف نرضى عنْ غيرِنا !!
لا يُزهدنَّك في رجلٍ حمدت سيرته ، وارتضيت وتيرته ، وعرفت فَضْله ،
وبطنت عقله - عَيْبٌ خفيٌّ ، تحيطُ به كثرةُ فضائلِه ، أو ذنبٌ صغيرٌ تستغفرُ
له قوةُ وسائلِه ، فإنك لنْ تجِد - ما بقيت - مُهذَّباً لا يكونُ فيه عيبٌ ،
ولا يقعُ منه ذنبٌ ،فاعتبرْ بنفسك بعدُ ألاَّ تراها بعينِ الرضا ، ولا تجري
فيها على حُكمِ الهوى ، فإنَّ في اعتبارِك بها ، واختبارِك لها ،
ما يُواسيك مما تطلبُ ، ويعطِفك على منْ يُذنبُ ،
ومنْ ذا الذي تُرضى سجاياهُ كلُّها
كفى المرء نُبلاً أنْ تُعدَّ معايبُهْ
من كتاب لا تحزن/ للداعية الرائع عائض القرني
طالب الله والدار الآخره لا يستقيم له سيره وطلبه الا بحبسين
وحبسه عن الالتفات الى غيره
وحبسه علي ذكر الله وما يزيد فى ايمانه ومعرفته
وحبس جوارحه عن المعاصي والشهوات
وحبسها على الواجبات والمندوبات
فلا يفارق الحبس حتى يلقى ربه فيخلصه من السجن الى أوسع
فضاء وأطيبهومتى لم يصبر على هذين الحبسين وفر منهما الى فضاء
الشهوات أعقبه ذلك الحبس الفظيع عند خروجه من الدنيا فكل خارج من
الدنيا اما متخلص من الحبس واما ذاهب الي الحبس
من كتاب الفوائد /لابن القيم رحمه الله
-يقول الأستاذ حسن البنا رحمه الله :
( نحن لا نخلق الفرص ، ولكن لا نضيعها )
فوائد من محاضرات سلسلة الرواسب الفكرية /
لشيخنا الدكتور محمد بن إسماعيل المقدم _حفظه الله_
لا تحزنْ : وأنت تملكُ الدعاءَ ، وتُجيدُ الانطراح على عتباتِ الربوبيةِ ،
وتُحسنُ المسكنة على أبواب ملِكِ الملوكِ ، ومعكَ الثلثُ الأخيرُ من الليلِ ،
ولديكَ ساعةُ تمريغ الجبينِ في السجودِ .
من كتاب لا تحزن/ للداعية الرائع عائض القرني