ومضاتسماح الإيمانية ( 008 )
{ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ
وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ }
{ لا تجزي نفس عن نفس شيئاً }
وقوله تعالى: { ولا يقبل منها شفاعة }
وقوله تعالى:{ ولا يؤخذ منها عدل }
{ ولا يؤخذ منها عدل} قال: بدلٌ والبدل الفدية.
وقوله تعالى:{ ولا هم ينصرون }
أي ولا أحد يغضب لهم فينصرهم وينقذهم من عذاب اللّه، كما تقدم من
أنه لا يعطف عليهم ذو قرابة ولا ذو جاه، ولا يقبل منهم فداء، هذا كله
من جانب التلطف، ولا لهم ناصر من أنفسهم ولا من غيرهم
{ فما له من قوة ولا ناصر}
أي أنه تعالى لا يقبل فيمن كفر به فدية ولا شفاعة ولا ينقذ أحداً
من عذابه منقذ، ولا يخلص منه أحد
وقال الضحّاك عن ابن عباس في قوله تعالى:
{ ما لكم لا تناصرون} ما لكم اليوم لا تمانعون منا، هيهات ليس
قال ابن جرير: وتأويل قوله:
{ ولا هم ينصرون} يعني أنهم يومئذ لا ينصرهم ناصر، كما لا يشفع لهم
شافع، ولا يقبل منهم عدل ولا فدية . بطلت هنالك المحاباة واضمحلت
الرشا والشفاعات، وارتفع من القوم التناصر والتعاون، وصار الحكم إلى
الجبار العدل، الذي لا ينفع لديه الشفعاء والنصراء فيجزي بالسيئة مثلها
وبالحسنة أضعافها. وذلك نظير قوله تعالى:
{ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ * مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ *
بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ } .