487 الحلقة 15 من الجزء الثاني و الثلاثـون
الغَيْرة

نماذج أخرى من غيرة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم:
(كنت أقود رجلًا أعمى، فانتهيت إلى عكرمة فأنشأ يحدثنا قال:
أنَّ أعمى كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وكانت له أمُّ ولد، وكان له منها ابنان،
وكانت تكثر الوقيعة برسول الله صلى الله عليه وسلم وتسبه،
فيزجرها فلا تزدجر، وينهاها فلا تنتهي،
فلما كان ذات ليلة ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم فوقعت فيه،
فلم أصبر أن قمت إلى المعول، فوضعته في بطنها،
فاتكأت عليه، فقتلتها فأصبحت قتيلًا،
فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فجمع الناس، وقال:
أنشد الله رجلًا لي عليه حق فعل ما فعل إلا قام فأقبل الأعمى يتدلدل،
فقال: يا رسول الله، أنا صاحبها كانت أمَّ ولدي، وكانت بي لطيفة رفيقة،
ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين، ولكنها كانت تكثر الوقيعة فيك، وتشتمك،
فأنهاها فلا تنتهي، وأزجرها فلا تزدجر، فلما كانت البارحة ذكرتك
فوقعت فيك، فقمت إلى المعول، فوضعته في بطنها،
فاتكأت عليها حتى قتلتها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ألا اشهدوا أنَّ دمها هدر)
عن هشام بن زيد بن أنس بن مالك قال:
(مرَّ يهودي برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: السام عليك.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعليك
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتدرون ما يقول؟
قالوا: يا رسول الله، ألا نقتله؟
قال: لا، إذا سلَّم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم)