1. الأخلاق في القرآن :
أنزل الله عز وجل كتابه الكريم ليكون هدى ونوراً يضيء الطريق لأتباعه
ويهديهم إلى أحسن السبل وأكملها يهذب أخلاقهم ويسوي اعوجاجهم
ويصلح فاسدهم.فلا عجب من مجيء النصوص الكثيرة في القرآن العظيم
تتناول جانب الأخلاق الحسنة وتمدح أصحابها والعاملين بها.ولقد جاءت
نصوص كثيرة في القرآن تصف الأخلاق التي ينبغي أن يتصف بها
عباد الله حتى ينالوا رضى الله وثوابه:
يخبرنا الله عز وجل عن عبده لقمان الحكيم الذي أوصى ابنه بمجموعة
من الوصايا، هي خلاصة تجربته ومعرفته بالحياة.
{ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ
إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم ٌ}
فبدأ وصيته بذكر أعظم شيء ينبغي أن يتمسك به وهو توحيد الله
عز وجل وعدم الإشراك به فهذا هو رأس الأمر وكن الإسلام الأساسي.
ثم يبين له عظمة الخالق سبحانه وتعالى وعلمه المحيط، وقدرته النافدة
{ يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ
أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِير ٌ}
ثم ينتقل إلى مناصحة ابنه للالتزام بما أمر الله عز وجل من إقام الصلاة
وأمر بمعروف ونهي عن منكر وصبر على تحمل الأذى في سبيل دينه
{ يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُور }
أي من الأمور الواجبة عليك ولست مخيّراً فيها.
من حقيقة الإيمان الصبر على المكاره .
ثم نهاه عن بعض الصفات الذميمة التي لا تجتمع مع الإيمان كالاختيال
والتبختر والإعراض عن الناس كبراً وأنفة
{ وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ }
وأخيراً يحثه على التواضع والتوسط في المشي من غير تكبر ولا تجبر
وأن يخفض صوته فإن رفع الصوت منكر وغير محمود فقال:
{ وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ
إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ }