{ الموضوع الثامن الفقرة04 }
نكرر معكم يومياً حلقات ( أحكام الصيام ) من مواضيع دين و حكمة
و نظرا لكثرة تلك السنن و المستحبات
سوف يتم تقسيمها إلى حلقتين
للصوم سنن و مستحبات و آداب ينبغى على الصائم مراعاتها منها
و هو مستحب بأتفاق العلماء
عن أنس رضى الله تعالى عنه
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
( تسحروا فأن فى السحور بركة )
و قال صلى الله عليه و سلم
( عليكم بهذا السحور فأنه هو الغذاء المبارك )
أى أنه يقوى الجسم على مواصلة الصوم إلى الليل
و ينشطه و يمد الجسم بالطاقة الحرارية اللازمة
لحيويته مما يجعل الصائم قادرا على مزاولة أعماله
بجد و نشاط دون أن يُصاب بفتور أو خمول
فهو كوجبة الأفطار التى نبه الأطباء على ضرورة تناولها فى أول النهار
لتنشيط الجهاز الهضمى و منع الأصابة بفقر الدم
و من هنا أستحب تأخيره إلى آخر الليل
و لقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يؤخرونه حتى
لا يبقى على طلوع الفجر إلا وقتا يسع قراءة نحو خمسين آية من القران الكريم
فعن زيد بن ثابت رضى الله عنه أنه قال
( تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قمنا إلى الصلاة
روى أحمد عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
( السحور بركة فلا تدعوهو لو أن يجرع أحدكم جرعة ماء
فأن الله و ملائكته يصلون على المتسحرين
و الصلاة من الله رحمةو من الملائكة دعاء و إستغفار )
قال النبى صلى الله عليه و سلم
( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر )
و فى روايه لغير البخارى و مسلم
( لا تزال أمتى بخير ما عجلوا الفطر و أخروا السحور )
و عن أبى هريرة رضى الله عنه أنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
( قال الله عز و جلإن أحب عبادى إلىَّ أعجلهم فطرا )
قال النبى صلى الله عليه و سلم
( إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فأنه بركة
فأن لم يجد تمرا فالماء فأنه طهور )
و عن أنس رضى الله عنه أنه قال
( كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يفطر قبل أن يصلى على رطبات
فأن لم تكن رطبات فتمرات فأن لم تكن حسا حسوات من ماء )
و يستحب إذا أفطر المسلم على تمر أن يجعله وترا
ما هى الحكمة فى طلب الإفطار على التمر و نحوه ؟؟
إن التمر حلو و الحلو يقوى البصر الذى يضعف بالصوم
فمن خواص التمر أنه إذا وصل المعدة
و كانت خالية حصل به الغذاء
و إلا ساعد على هضم ما بها من بقايا الطعام
و أما الحكمة فى الإفطار على الماء عند فقد التمر
فان الماء يرطب الكبد الذى حصل له شئ من اليبس بسبب الصوم
و هو طهور ينفع المعدة أكثر من أى شئ أخر
و للأطباء فى حكمة الإفطار على التمر و الماء كلام طويل
يستحب عند الشافعية و الحنفية و كثير من الفقهاء
تعجيل صلاة المغرب بعد الإفطار على التمر و الماء و تقديمها على الطعام
إلا إذا حضر الطعام و كانت النفس شديدة التعلق به و الأشتياق إليه
فحينئذ يكون تقديمه أولى لكيلا يشغل الأنسان به عن صلاته
فيفوته أهم ركن فيها و هو الخشوع و أحضار القلب مع الله تبارك و تعالى
و هذا القول أولى من القول بتقديم الطعام على الصلاة مطلقا إذا حضر
( من تعجل الصلاة بعد تناوله التمر أو الماء )
عن أنس رضى الله عنه أنه قال
أنه صلى الله عليه و سلم قال
( إذا قدم العشاء فأبدأوا به قبل صلاة المغرب و لا تعجلوا عشائكم )
5- الإقلال من الطعام فى الإفطار و السحور
يستحب على المسلم أن يقلل من الطعام فى الإفطار و السحور
{ يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ
وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }
و قال صلى الله عليه و سلم
( ما ملأ آدمى وعاء شرا من بطنه بحسب أبن آدم لقيمات يقمن صلبه
فأن كان لا محالة فاعلا فثلث لطعامهو ثلث لشرابهو ثلث لنفسه )
لنفسه أى لتنفسهو أخرجه الترمذى
و لأن الصائم إذا أمتلأ بطنه بالطعام و الماء
أصابه الكسل و الخمول فيعجز عن الحركة و ينام عن الصلاة
و كذلك لو ملأ بطنه أخر الليل بالطعام و الماء
فأنه قد ينام عن صلاة الصبح و هى أفضل الصلوات
فليحرص المؤمن على أن يكون نشطا
فى أداء العبادات لا سيما فى هذا الشهر الكريم
نكتفى بهذا القدر من موضوعسنن الصوم و مستحباته
و نستكمل باقى الموضوع فى الحلقة القادمة
فأنتظروناو لا تنسونا من الدعاء
و جوارحك تفعل ما شاءت من المحرمات
كالنظر و الغيبة و النميمة و غير ذلك
أو كمن أراد تنظيف ثوبه بالسواد
فمن صدقت عزلته ظفر بمواهب الحق له بالمنن
كشف الغطاء و أحياء القلبو تحقيق المحبة
فعليك بحسن العمل لا بكثرته
فأن كثرة العمل مع عدم الحسن فيه كالثياب الوضيعة الثمن
و قلة العمل مع حسنه كالثياب القليلة الرفيعة الثمن
كالياقوتة صغير حجمها كبير ثمنها
و إلى اللقاء فى الحلقة القادمة إن كان فى العمر بقية إن شاء الله
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخيكم الفقير إلى عفو ربه و مغفرته