
06-09-2014, 08:22 PM
|
Administrator
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 13,481
|
|
الحلقة ( 706 ) من دين و حكمة - أحكام الصيام ( 06 )
{ الموضوع الثامن الفقرة06 } نكرر معكم يومياً حلقات ( أحكام الصيام ) من مواضيع دين و حكمة
عن الأهتمام بصلاة التراويح فى رمضانو المواظبة عليها
و وعدنا أننا سوف نذكرها إن شاء الله تعالى فى باب أحكام الصلاة
و لكن وجدنا عندما تصلكم فى باب أحكام الصلاة
سوف يكون قد أنتهى و مضى شهر رمضان
و لذلك سنقدمها إليكم فى حلقة كاملة
مع تقديمها أيضا فى باب أحكام الصلاة
صلاة التراويح هى صلاة تؤدى فى ليالى شهر رمضان المعظم
بعد صلاة العشاء و قبل الوتر
و هى سنة فى حق الرجال و النساء
فعلها النبى صلى الله عليه و سلم و واظب عليها
و واظب عليها الصحابة و التابعون من بعده
و هى شعيرة من شعائر رمضان
لها جلالها فى نفوس المسلمينو لها فضلها عند رب العالمين
ففى الحديث الشريف الصحيح الذى أخرجه البخارى و غيره
عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
( من قام رمضان إيماناً و إحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه )
أى من أحيا لياليه بالصلاة و قراءة القرآن و الذكر
مؤمنا بها محتسبا أجره عنده
غفر الله له ذنوبه الماضية ما لم تكن من الكبائر
كما صرح بذلك كثير من الفقهاء
أما الكبائر فلا يكفرها إلا التوبة
ما هى عدد ركعات صلاة التراويح ؟؟
ذهب فريق من الفقهاء إلى إن عدد ركعات التراويح
و تمسكوا بصلاة رسول الله صلى الله عليه و سلم
إذ لم يروا أنه زاد على هذا العدد فى رمضان و لا فى غيره
روى الجماعة عن أمنا عائشة رضى الله عنها و عن أبيها
أن النبى صلى الله عليه و سلم
ما كان يزيد فى رمضان و لا فى غيره
و ذهب جمهور الشافعية و الحنفية و أحمد بن حنبل
إلى أنها عشرون ركعة غير الوتر
و أحتجوا بما رواه البيهقى و غيره بالإسناد الصحيح
عن السائب بن يزيد الصحابى رضى الله عنه
أنهم كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه
و بما رواه مالك فى الموطأ و البيهقى أيضا
كان الناس يقومون فى زمن عمر بن الخطاب رضى الله عنه
يعنى يصلون التراويح عشرين
التراويح ست و ثلاثون ركعة غير الوتر
و أحتج بعمل أهل المدينة المنورة
أدركت الناس يقومون رمضان بتسع و ثلاثين ركعة
ذكر أبن حبيب أنها كانت أولا
أحدى عشرة و كانوا يطيلون القراءة
فثقل عليهم فخففوا القراءة و زادوا فى عدد الركعات
فكانوا يصلون عشرين ركعة غير الشفع و الوتر بقراءة متوسطة
ثم خففوا القراءة و جعلوا الركعات ستا و ثلاثين غير الشفع و الوتر
فلك أن تصلى أحدى عشرة ركعة
كما ورد فى صلاة الرسول صلى الله عليه و سلم
ولكان تصلى ثلاثا وعشرين ركعه بالوتر
كما ورد فى صلاة المسلمين فى عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه
و لك أن تصلى تسعا و ثلاثين ركعة بالوتر كما كان يفعل أهل المدينة
قال الشيخ محمود خطاب السبكى فى كتاب الدين الخالص
العمل بما كان فى زمن النبى صلى الله عليه و سلم
و أبى بكر و أول خلافة عمر أولى و أفضل
فتصلى ثمان ركعات أو عشرا غير الوتر
و يليه فى الفضل صلاتها عشرين
عملا بما كان فى أخر زمن عمر و زمن عثمان و على
و لم يرد فيه تحديد من الشارع
و قد قال النبى صلى الله عليه و سلم
عليكم بسنتى و سنة الخلفاء الراشدين المهديين
تمسكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ
مكان التراويح و الجماعة فيها
أن صلاة التراويح بالمسجد فى جماعة أفضل من صلاتها فى البيت منفردا
لأنها شعيرة من شعائر الإسلام كصلاة العيدين
و لما فيها من كثرة الثواب
فأن صلاة الجماعة تفضل صلاة المنفرد بسبع و عشرين درجة
و قد كان الصحابة فى عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم
و النبى صلى الله عليه و سلم قد صلاها بهم جماعة فى أول الأمر ثلاث ليال
و هكذا كان الحال فى عهد الخلفاء الراشدين
و روى مسلم فى صحيحه عن أمنا عائشة رضى الله عنها و عن أبيها
أن رسول الله صلى الله عليه و سلم
خرج من جوف الليل فصلى فى المسجد
فأصبح الناس يتحدثون بذلك فأجتمع أكثر منهم
فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فى الليلة الثانية
فصلوا بصلاته فأصبح الناس يذكرون ذلك
فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة
فلم يخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم
فطفق رجال منهم يقولون الصلاة
فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم
فلما قضى الفجر أقبل على الناس
( أما بعد فانه لم يخف على شأنكم الليلة
و لكنى خشيت أن تفرض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها )
و يرى بعض الشافعية و المالكية
لقوله صلى الله عليه و سلم
( صلاة المرء فى بيته افضل من صلاته فى مسجدى هذا الا المكتوبة )
و لحديث زيد بن ثابت رضى الله عنه
أن النبى صلى الله عليه و سلم
أتخذ حجرة فى المسجد من حصير
فصلى صلى الله عليه و سلم فيها ليال
ثم فقدوا صوته ليلة فظنوا أنه قد نام
فجعل بعضهم ينحنح ليخرج إليهم
( ما زال بكم الذى رأيت من صنيعكم حتى خشيت أن يكتب عليكم
و لو كتب عليكم ما قمتم به فصلوا أيها الناس فى بيوتكم
فان أفضل صلاة المرء فى بيته إلا المكتوبة )
و فصل بعض الفقهاء القول فى هذا جمعا بين الأحاديث
إن كان المسلم حافظا للقرآن الكريم
و لم يخف تعطل المساجد بدونه
و إلا فصلاته بالمسجد أولى
يستحب تطويل القراءة فى صلاة التراويح
بل و فى غيرها من الصلاة المفروضة و المسنونة
( أفضل الصلاة طول القيام )
و لكن ينبغى على من أمَّ الناس أن يراعى أحوال من يصلى خلفه
فلا يطيل بهم إلا بالقدر الذى يناسب كل فرد منهم
فأن منهم الضعيف و المريض و ذى الحاجة
كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
( إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف
فأن منهم الضعيف و السقيم و الكبير
و إذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء )
و عن أنس بن مالك رضى الله عنه
أن النبى صلى الله عليه و سلم قال
( إنى لأدخل فى الصلاة و أنا أريد إطالتها
فأسمع بكاء الصبى فأتجوز فى صلاتى
مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه )
أى مما أعلم من شدة حزن أمه و تألمها من بكائه
إنى أنبه هنا أولئك الذين يفهمون هذه الأحاديث على غير وجهها الصحيح
فيقصرون القراءة جدا حتى يقتصر الواحد منهم على قراءة آية واحدة قصيرة مثل
بل قد يقرأ فى الركعة الأولى ( طه )
ويقرأ فى الركعة الثانية ( ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى )
إلى أن هذا تهاون بشأن الصلاة و إستخفاف بها
و عمل يتنافى مع روحها و الخشوع فيها
و لا بد من الإتيان بسنة القراءة بعد الفاتحة
على وجهها الصحيح من قراءة سورة و لو قصيرة مثل
سورة الكوثر أو ثلاث آيات تعادلها أو آية طويلة تساويها
بهذا نكون و الحمد لله قد أنتهينا من موضوع صلاة التراويح
و انتظرونا فى الحلقة القادمة
إن شاء الله تعالى مع موضوع جديد من
و لا تنسونا من صالح الدعوات
|