الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
محمد صلى الله عليه وسلم , وبعد:
ما أحوجنا فى هذه الأيام إلى
هذه الكلمات الصادقات ونجعلها نبراسا فى حياتنا بعد آيات الكتاب المبين
فى حسن الظن بالآخرين حتى لانقع بشر الأعمال وذهاب الحسنات بسبب
المرض العضال والخطير ألا إنه سوء الظن بالناس , فنعتبر أنفسنا
صالحين وما سوانا فى ضلال مبين وأننا صادقين وغيرنا كاذبين معادلات
خطيرة فى عصرنا وواقعنا وما أسرعنا فى توجيه أصابع الإتهام إلى
الآخرين وتلبيسهم السوء والصورة العكرة , ولنا فى هذه الموعظة
ما يخطر بالنفس من التجويز المحتمل للصحة والبطن فيحكم به
كلما اعتزم الانسان التقدم مع الله ومن بعده الناس فكان عليه الارتقاء
بالظنون وجعلها في قمة صلاحها وتحريك ذاته لمؤشرها الايجابي
وتنقيتها من الغبارالذي قد يلوثها ويلقيها بين الضلالات ولحماية
مجتمعاتنا من المصائب ، علمنا رسول الله صلَّ الله عليه وسلم ان
لا نُشكك في ضمائر الناس ونواياهم وان لا نعطي للظنون السيئة مكانة
داخلنا ، لان الذي يعلم ما يُبطن بداخل العباد هو الله عز وجل
لذلك ليس من حق اي شخص ان يتحدث ويسئ الظن بما تخفيه
القلوب فسوء الظن دون مُقتضيليس من شيم واخلاق المؤمن الصادق .
{ لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا
وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ }
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ }
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا
أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم
( إيَّاكُمْ والظَّنِّ، فإنَّ الظَّنَّ أكْذَبُ الحَدِيثِ )
وقد قسم الامام الزمخشري رحمه الله الظن الي اربع
سوء الظن به تعالى وبكل من ظاهره العدالة من المسلمين
وهو المراد بقوله صلَّ الله عليه وآله وسلم:
حسن الظن بمن ظاهره العدالة من المسلمين
إنما هو أخوك أو أختاك، لما وقع في قلبه أن الذي في بطن امرأته اثنان.
ومن ذلك سوء الظن بمن اشتهر بين الناس بمخالطة الريب والمجاهرة
بالخبائثفلا يحرم سوء الظن به، لأنه قد دل على نفسه، ومن ستر على
نفسه لم يظن به إلا خير، ومن دخل في مداخل السوء اتهم، ومن هتك
الدين الحنيف تطرق لكل شئ وحصن عباده من ازلالهم لانفسهم
ووقوعهم ببئر السيئات اللامُنتهي ، لذلك وجب علينا عباد الله ان نخلص
فيما نتعبد وان نُحسن الظن ببعضنا البعض كما وصانا رسول الله الكريم
كان هناك 3 أصدقاء يمشون في طريق، فشاهدوا رجلاً يحفر في جانب
أنظر ... أرى رجلاً يحفر إلى جانب الطريق، لا بد أنه قتل أحدهم
ويريد دفنه في هذا الليل سأرجمه حجراً قاتلاً.
لا هو ليس بقاتل ... لكنه شخص لا يأتمن الناس على شيء
لا هذا ولا ذاك .... إنه يحفر بئراً للماء هو رجل صالح.
كل شخص يفترض بالناس ما فيه.. فالصالح يرى الناس صالحين والطالح
يراهم عكس هذا فكما قال المثل "كل إناء بما فيه ينضح "
أحسن الظن بالناس كما تتمنى أن يحسن الناس الظن بك